المكتب الإعــلامي
المركزي
التاريخ الهجري 27 من ربيع الاول 1436 رقم الإصدار: 1436هـ / 012
التاريخ الميلادي 2015/01/18م
بيان صحفي
تداعيات الهجوم على صحيفة شارلي إيبدو
قال فرانسوا هولاند، الرئيس الفرنسي، في كلمة له أمام الاجتماع السنوي للسفراء والدبلوماسيين الفرنسيين، الجمعة 16/1/2015: "نحن في فرنسا لا نحارب دينا بل نحارب الإرهاب والكراهية". مشددا على تمسك فرنسا "بحرية التعبير ولن تفاوض عليها أبدا". تأتي كلمة هولاند هذه على إثر الهجوم الذي انتصر فيه شابان مسلمان لرسول الله صلى الله عليه وسلم فاقتصا من مجرمي صحيفة شارلي إيبدو الذين أساؤوا إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم .
في عام 2007، قامت مجموعتان إسلاميتان في فرنسا بمقاضاة شارلي إيبدو على قرارها بنشر عشرات من الكاريكاتيرات الدنماركية التي تمثل محمداً صلى الله عليه وسلم . لكن المحاكم الفرنسية رفضت القضية بحجة أن "الرسوم تقع ضمن قوانين حرية التعبير وهي ليست هجوماً على الإسلام". كما قامت رابطة الدفاع القضائي عن المسلمين في عام 2012 برفع دعوى قضائية ضد الجريدة في باريس لـ"الاستفزاز والتحريض على الكراهية على أساس الانتماء الديني والإهانة". لكن القوانين المجحفة تشمل فقط الكاثوليكية وثلاثة أشكال من البروتستانتية واليهودية ولا تشمل الإسلام. وقال شارب مدير شارلي إيبدو حينها: "كنا نعلم من قبل بأن المحاكمة لن تجري لأن الإسلام ليس ضمن القانون".
إن فرنسا هذه التي تزعم أنها بلد الحريات والديمقراطية هي نفسها التي حظرت على العفيفات الطاهرات ارتداء الحجاب، وهي نفسها التي تحرّم وتجرّم إهانة اليهود بأي شكل، وتجرم كل من يجرؤ على التشكيك بما يسمونه المحرقة اليهودية (هولوكوست)، وهي نفسها صاحبة السجل الاستعماري الدموي حيثما حلت في مستعمراتها من الجزائر إلى فيتنام، ثم أضافت قبل عام جريمة أخرى تؤكد فيها على عداوتها للإسلام والمسلمين حين قامت بتغطية مليشيات النصارى في إفريقيا الوسطى التي ارتكبت جرائم في حق إخواننا المسلمين مما لا يمكن وصفه حيث القتل بأبشع صوره، والضرب المبرح حتى الموت، وتقطيع الأطراف، وتمزيق الأشلاء، والحرق بالنار، والتمثيل بالجثث، وأكل اللحوم... وهذا كله لا يفاجئنا بشيء، فقد أخبرنا الحق سبحانه عن عداوة ملة الكفر ومحاربتهم للإسلام وأهله ﴿قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ﴾، وقوله سبحانه: ﴿وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ﴾.
ولكنْ أن يصل الأمر بعدد من حكام المسلمين، بمن فيهم رئيس وزراء (تونس الثورة!) أن يشاركوا في مسيرة التضامن مع الرسامين المجرمين، فهذا يدلنا على السبب الذي جرّأ أولئك الصليبيين على المجاهرة بعدواتهم للإسلام وأهله، والإمعان في إصرارهم على ذلك حين قامت الجريدة بنشر مزيد من الرسوم في عددها الصادر في 14/1/2015، حين أمِنوا ثورة المسلمين عليهم، فلم يجدوا من يحاسبهم ويردعهم عن غيّهم بمناصرتهم لملة الكفر في إهانة سيد المرسلين.
يا أمة الإسلام؛ لقد أصبح جلياً لكم أن مسلسل المصائب التي تحل بنا على أيدي الدول الاستعمارية وعملائها من الحكام، لا نهاية له إلا بوجود دولة الخلافة الراشدة التي تجمع شمل المسلمين تحت راية إمام واحد يلم شعثهم ويحكمهم بشرع الله ويقود جحافل المجاهدين ليردعوا الطامعين في استعباد أمتنا وتدنيس مقدساتنا... إن مواجهة تلك الدول الكافرة لا يتم عبر القيام بعمليات فردية هنا وهناك، خاصة حين يقوم حكام المسلمين بتعقب كل مسلم غيور على دينه، عامل لإعلاء كلمة الله، تنفيذاً لأوامر سادتهم في العواصم الغربية، بل المواجهة الحقة والكفيلة بحماية مقدساتنا وردع المعتدين إنما تكون بإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به».
﴿إنًّ اللهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىْ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾
عثمان بخاش
مدير المكتب الإعلامي المركزي
لحزب التحرير