بسم الله الرحمن الرحيم
مبادرة دي مستورا: مؤامرة دولية تقودها أمريكا ضد المسلمين في سوريا، ولا سبيل إلى الانتصار عليها إلا بـ:
"خلافة راشدة على منهاج النبوة" يعز بها الإسلام وأهله، ويذل بها الكفر وأهله
وسط ترحيب أمريكي يتنقل الموفد الأممي ستيفان دي ميستورا بين إسطنبول وغازي عنتاب لإقناع السياسيين والعسكريين من المعارضة السورية بالسير في خطته الرامية لتجميد القتال في سوريا عموماً وحلب خصوصاً، وتجميد الأوضاع العسكرية على حالها فيها، وركزت على مدينة حلب كنقطة ابتداء؛ حيث تقضي بأن تكون "منطقة خالية من الصراع"، والسماح بنقل مساعدات إنسانية إلى المناطق المحاصرة، والتمهيد لمفاوضات بين المعارضة والنظام، مع إطلاق عملية "المصالحات الوطنية"... ومن المخطط له أن يلتقي دي ميستورا عدداً من قادة الفصائل المسلحة في حلب لانتزاع موافقة مبدئية منهم على خطته بتجميد القتال.
واللافت أن تحرك دي مستورا الآن يواكبه تحضير عسكري لمحاصرة حلب تشرف عليه إيران بقيادة قاسم سليماني قائد فيلق القدس واستقدمت له آلاف المتطوعين من القوات المذهبية التابعة لها لتشكل ضغطاً على المعارضة لتقبل بالخطة. والجدير ذكره هنا أن خطة دي مستورا هذه تركز في تحركها على تطبيق قراري مجلس الأمن الدولي (2170) و(2178) المتعلقين بمحاربة الإرهاب ووقف تدفق المقاتلين الأجانب إلى المنطقة، وتعتبره حجر الزاوية في تحركها.
إن ما يعرضه دي مستورا في خطته هو غاية في المكر والخطورة؛ فهو يعتمد على مؤتمر (جنيف1) كأساس ينطلق منه قطار الحل الأمريكي، والذي يقوم على تسليم الحكم لعملاء أمريكا، سواء أكانوا من النظام أم من المعارضة، أم من كليهما، من السياسيين أم العسكريين أم الأمنيين، بحجة أنهم لم تتلطخ أيديهم بالدماء... والمكر في هذه الخطة هو أنها بدعوتها إلى تجميد الصراع إنما تهدف إلى إيجاد حالة من الهدنة تؤدي إلى إنقاذ النظام من السقوط، وتثبيت الواقع على ما هو، أي لا تغيير للنظام، بل الاعتراف الضمني به كمحاور وشريك اتفاق على سوريا الجديدة، وبالتالي تحييده عن الصراع وتوجيه القتال نحو محاربة المخلصين من أهل سوريا، وذلك تحت حجة محاربة الإرهاب وطرد المقاتلين الأجانب، مستغلين ما يرتكبه تنظيم البغدادي من فظاعات باسم الإسلام والخلافة لإفقاد الإسلاميين الحاضنة الشعبية، هذا لبُّ ما تسعى خطة دي مستورا إلى تحقيقه... وذلك تمهيدا للحل الأمريكي بعد صناعة العميل اللاحق ليخلف العميل السابق... وبهذا تضيع الثورة وتذهب ريحها وتتبخر بركتها، وتنحرف بوصلة الصراع عن وجهتها الصحيحة وهدفها الأساسي ألا وهو إسقاط النظام وإقامة دولة الخلافة الراشدة الموعودة لا المزعومة، والتي يحكمها خلفاء راشدون كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعمر بن عبد العزيز، رضي الله عنهم أجمعين، تلك التي بشرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أيها المسلمون في سوريا الشام، عقر دار الإسلام:
كيف يقبل مسلمٌ أن يجتمع مع مبعوث عدوة الإسلام والمسلمين أمريكا دي مستورا، لتنفيذ خططها والسير في ركابها؟! وكيف له أن يقبل أن يخلف بشار أسد في العمالة، فضلاً عن أن يكون أداة بيد أمريكا ضد المشروع الإسلامي في بلاد الشام؟!.
إن أخطر ما يواجه المسلمين ليس فقط التآمر الدولي ولا العداء الأمريكي ولا إجرام النظام السوري بحقهم بصور وحشية غير إنسانية ولا التخلي عنهم... بل أن لا يكون للمسلمين نظرتهم الشرعية للحل. وهذا الحل موجود أمام ناظريهم، ولا حل سواه وهو الخلافة الراشدة الموعودة. وأي عرض أقل من ذلك محكوم بالفشل، وسيمكِّن أمريكا من التغيير على طريقتها. أما التغيير على طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو يقتضي:
أن يكون أهل القوة مخلصين لله، صادقين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ينصرون الحزب العامل بحق لإقامة الخلافة الراشدة، حزب التحرير، فيكونوا كالأنصار الذين آووا ونصروا ففازوا في الدارين وذلك الفوز العظيم... والله القوي العزيز ناصرٌ أنبياءه والمؤمنين في الدنيا والآخرة:
﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾
17 من صـفر 1436
الموافق 2014/12/09م
حزب التحرير
ولاية سوريا