التاريخ الهجري 23من رمــضان 1435
التاريخ الميلادي 2014/07/21م
رقم الإصدار: 35/6
بيان صحفي
أين أعمال "تنظيم الدولة" من رحمة الإسلام وعدله ...؟!
لم تفاجئنا أنباءُ إجلاء نصارى الموصل - رغم مرارتها - عن ديارهم ومنازلهم متوجهين إلى سهل نينوى وإقليم كردستان فراراً بأرواحهم، قبل انتهاء المهلة التي حددها لهم "تنظيم الدولة" في الساعة الثانية عشرة من ظهر يوم السبت الموافق 19 تموز/يوليو 2014 فيما يُسمَّى (بوثيقة المصير) التي تـُلِيت بنودُها خلال خطب الجمعة في مساجد المدينة. حيث خُيِّروا بين اعتناق الإسلام، أو دفع الجزية، أو الخروج من المدينة بالملابس التي تسترهم فحسب ودون أن يحملوا شيئاً من أموالهم أو ممتلكاتهم، فليس "بينهم وبين التنظيم بعد ذلك إلا السيف"..!
إن تنظيماً اعتاد فرض آرائه بالقسوة المفرطة فتجرأ على الدماء والأموال دون وازعٍ من تقوى الله تعالى، لخيرُ برهان على صدق ظننا بأن إعلانهم الخلافة لم يكن سوى حركة استباقية للتهوين من شأن الخلافة العظيم في نفوس البسطاء من المسلمين، وجعلها مادة للتندر خدمة لمشاريع الغرب الكافر الذي أقض مضاجعه صدق العاملين بإخلاص لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة متبعين طريقة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مهما عظمت التضحيات وطال الزمن، كيف لا وقد لاحت بشائرها بإذن الله تعالى كثورة الشام المباركة، وصحوة المسلمين في كل مكان وقرب انتهاء الحكم الجبريّ.
وأخيراً، فليس تطبيق الإسلام سيفاً مُسلطاً على رقاب الناس، ولا طريقاً لابتزاز أموالهم بالباطل، بل هو رحمة للعالمين.. أنزله الله تعالى ليأمن الناس على أرواحهم وأعراضهم وممتلكاتهم.
لقد كان حُسنُ تطبيق الإسلام طوال تاريخه المديد عاملاً رئيساً لدخول أممٍ وشعوب فيه أفواجاً، بل لم ينعموا بالعدل والأمان إلا في ظله.. وما قصص قتال نصارى الشرق مع المسلمين ضد الصليبيين المعتدين إلا برهان ساطع، فلنكن دعاة خير للإسلام مبشرين غير منفرين نرضي بذلك ربنا سبحانه، ﴿أدْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية العراق