متخصص في العلاقات الدولية بأستراليا: "لا تحظروا حزب التحرير، عليكم أن تشوّه سمعتهم"
نشر موقع سنتر ثوتس "مركز الفكر" مقالا لتيماثي كوتس، طالب في جامعة مكواري متخصص في العلاقات الدولية، بعنوان "لا تحظروا حزب التحرير"، جاء هذا المقال ردا على ما نشر قبل أيام في صحيفة ذي ديلي تلغراف، من سعي حكومة ابوت الأسترالية لتغيير قوانين مكافحة الإرهاب الحالية، بهدف حظر جماعات مثل حزب التحرير. وما سيترتب على ذلك من توسيع تعريف الإرهاب، ليشمل الداعمين أو المدافعين عن الإرهاب بشكل عام.
وذكر الكاتب وجود عدة عوامل محفّزة، تدفع الحكومة لاتخاذ مثل تلك الإجراءات، منها عودة الأعداد الكبيرة من الأستراليين الذين يقاتلون في الشرق الأوسط. إلا أن الكاتب رجّح أن تكون تلك الإجراءات ردّة فعل على محاولة حزب التحرير لفت نظر وسائل الإعلام عقب المهرجان الأخير لأفكار اعتبرها الكاتب خطرة وخلافية، مشيرًا إلى الندوة التي تم الترويج لها، والتي كان من المفترض أن يلقيها عثمان بدر حول موضوع القتل على خلفية الشرف، حيث تم إلغاؤها بعد ردود فعل عنيفة، بحسب ما ذكر الكاتب.
وأكد الكاتب على أنّ حظر حزب التحرير سيكون خطأ، وأنّه لن يجدي، مشبها ذلك بغارات الطائرات من دون طيار في عدم جدواها. وأضاف، الاجتياحات غير مجدية حتى لو كانت المدافع والصواريخ هي الأسلحة الوحيدة المستخدمة. مستشهدا بما كتب باسكال بروكنر في مقال له بعنوان ذنب الطغيان: "الحرب الوحيدة المهمة في نهاية المطاف، كما عَرَفْنا مُنْذ عصر التنوير، هي حرب الأفكار التي تُشنّ ليلا ونهارا، تُهاجم الظلم وتشجب الفضائح. هذه هي الحرب، فالتعذيب أو التفجير لا يغير العقول ولا يُحسّن من وضع النساء والأطفال، ويقود المؤمنين المتدينين ليعيشوا بحسب معتقداتهم، بطريقة أكثر تسامحا وإعادة نظرهم في الأمور المسلّمة الأكثر عدوانية في الكتب المقدسة".
واعترف الكاتب بالقول، إنّ حرب الأفكار هي نوع آخر من الحروب لسنا بارعين في شنّها، وحضّ على استعمال هذا النوع من الحرب.
وقد هاجم الكاتب عثمان بدر وحزب التحرير، معتبرا أنّ ما يسعى لتحقيقه هو مجتمع شمولي تكون المرأة فيه عبارة عن ملكية، ومواجهة المرتدين والمثليين بالسيف، وخنق كل شيء عزيز على المجتمع الليبرالي.
واعتبر الكاتب حظر ندوة "القتل على خلفية الشرف" خطأ فادحا. وقال، يجب علينا أن نستمع لما كان سيقوله عثمان بدر. وأضاف، لا يوجد شيء يمكن أن يضع الديمقراطية العلمانية في مكانة أعلى من سماع البدائل المعروضة.
وقال، لا يمكنك أن تحظر عثمان بدر ولا حزب التحرير، يجب عليك أن تشوّه سمعتهم. يمكنك تحقيق ذلك من خلال المزيد من النقاش والحوار. يجب علينا مواجهة حجته بحجج أفضل. هذا هو الاختبار للمجتمع الليبرالي. يجب أن نكون قادرين على التعامل مع الأسوأ، ليس عن طريق إسكاتهم، ولكن عن طريق ضربهم في حرب الأفكار.
واعتبر الكاتب حزب التحرير مشكلة، لأنه يوافق على ذهاب المسلمين الأستراليين للقتال في العراق وسوريا، وأنّه يستخدم ويلعب على ورقة الضحية بمهارة في كل فرصة، ويجلب المسلمين لخدمة قضيته، ولأنه يبدي ازدراء للقيم الليبرالية وللمجتمع الأسترالي. وأضاف: سوف تنتهي المشكلة، عندما يتخلى عثمان بدر وأتباعه عن أفكارهم، يريد أن يشارك مع المجتمع الليبرالي ويدخل في صراع فكري وليس عسكري، فلنشْرِكه. لدينا قناعات لا يمكن أن نغيرها بسهولة، ولدينا حلفاء مفيدون أيضا.
وبيّن الكاتب أنّ هناك سلاحا آخر ضروري للمواجهة وهو الصبر، واستشهد بكلام الكاتب بروكنر، من أنّ لهذه الحرب "حرب الأفكار" عيب واحد وهو طول الوقت، حيث تمتد على مرّ الأجيال بل حتى القرون، وأنّه للفوز بذلك يجب استخدام التعليم والإعلام والثقافة، واستخدام سلاح العقل والبلاغة.
انتهت الترجمة
لو كان لدى الغرب ومن وراءه من الساسة والمفكرين من فكر لمواجهة الإسلام والمسلمين وحزب التحرير لما تأخروا لهذا اليوم، لكن الحقيقة هي أنّ الغرب مفلس فكريا، بدليل طريقة تعامله مع المسلمين التي تمثلت بشن الحروب وقتل الأبرياء ونهب خيرات الشعوب، وفرض حكام طغاة مستبدين على رقاب الشعوب، يحققون مصالح الغرب.
11/7/2014