بسم الله الرحمن الرحيم

نــــــداء من حزب التحرير

يا أصحاب العلم، ويا أصحاب القوة، ويا أهلنا في الشام:

انصروا مشروع الخلافة، ولا تأخذكم في الله لومة لائم

لا يخفى على أحد في العالم ما يحصل للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، من قتل وتدمير واغتصاب للأعراض ونهب لثروات الأمة، ومن سجن وتهجير، وخصوصاً ما يحصل اليوم في قلب بلاد الشام - سوريا الشام. إن سبب هذه المآسي والانتهاكات هي الأنظمة الكافرة التي وضعها الكافر المستعمر، ووضع عليها الرويبضات حكاماً يحرسونها ويسومون المسلمين سوء العذاب، وينهبون خيرات الأمة، ويمنعون ويحاربون عودة الإسلام إلى الحكم من جديد بمحاربة العلماء المخلصين والدعاة الذين أخذوا على عاتقهم مهمة إعادة الحكم بالإسلام. وإننا نرى اليوم جموع المسلمين في الشام تخرج للتغيير وتطالب بعودة الخلافة وتحكيم شرع الله في كل مناحي الحياة، مما أرعب ذلك أعداء الله، فتكالبوا على ثورة الشام قتلاً وتدميراً وتشريداً. وقد أخبرنا الله في كتابه العزيز فقال سبحانه: ﴿وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا﴾. وعندما فشل أعداء الله أمام صمود وإصرار أهل الشام، أخذوا يحاولون شراء الذمم بالمال السياسي ويحرشون بين المجاهدين ويبرزون قيادات صنعوهم على أعينهم ليخطفوا ثورة الشام ويحرفوها عن مسارها كما فعلوا في مصر وتونس وليبيا واليمن. لذلك فنحن إخوانكم في حزب التحرير لما نستشعره من خطر داهم على ثورة الشام نوجه نداءً إلى أصحاب العلم وإلى أصحاب القوة المجاهدين وإلى أهلنا في الشام أجمعين:

 إخواننا أصحاب العلم الأفاضل:

يقول سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ ويقول: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ﴾ ويقول النبيصلى الله عليه وسلم : «العلماء ورثة الأنبياء» أبو داود والترمذي. أيها الإخوة إن الله خصكم بشيء يفقده كثير من الناس ألا وهو العلم. وإن الله سائلكم عنه يوم القيامة، وإنه لأمانة عظيمة تحملونها، وخصوصاً في هذه الأوقات التي تمر بها أمتنا، والتي تحتاج إلى من يرشدها لتنال رضوان ربها بإقامة حكمه في الأرض ويثبت أهلنا في الشام على ما يسعون إليه من العمل لإقامة خلافة راشدة تصديقاً بوعد الله سبحانه ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ وتحقيقاً لبشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم «تكونُ النُّـبُوَّةُ فيكمْ ما شاءَ اللّهُ أنْ تكون، ثمّ يرْفعُها اللّهُ إذا شاءَ أنْ يرْفَعَها. ثـُـمّ تكونُ خِلافةً على مِنهاج النبوَّة، فتكونُ ما شاءَ اللّهُ أنْ تكون، ثـُمّ يرْفعُها إذا شاءَ أنْ يرفعَها. ثـُمّ تكونُ مُلْكاً عاضّاً، فتكونُ ما شاءَ الله أنْ تكونَ، ثـُمّ يرفعُها إذا شاءَ الله أنْ يرفعَها. ثـُـمّ تكونُ مُلْكاً جَبريَّةً، فتكونُ ما شاءَ الله أنْ تكونَ، ثـُـمّ يرفعُها إذا شاءَ أنْ يرفعَها. ثـُـمّ تكونُ خِـلافـةً على مِنهـاج النُّـبُوَّة، ثم سكت» أخرجه أحمد.

فيا أيها الإخوة، ندعوكم لأخذ مكانكم الحقيقي كقدوة صالحة تقف مواقف الحق، لا تخشى في الله لومة لائم، تتبنى القضايا المصيرية للأمة وتعمل لإقامة الخلافة وتوجه الأمة لذلك، وتضرب لها المثل الحقيقي للثبات على الحق والتضحية من أجله بكل غال ونفيس. وتعمل جاهدة ليل نهار لجمع المجاهدين على راية رسول اللهصلى الله عليه وسلم وعلى مشروع واضح مفصل مبلور مشروع الخلافة الراشدة الذي أعده إخوتكم في حزب التحرير.

 أما إخواننا أصحاب القوة المرابطين المؤمنين على أرض الشام:

يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ فإنَّ نصر الله يكون بنصر شرعه، والعمل على إقامة الخلافة الراشدة، والالتزام بالأحكام الشرعية. وإن المال السياسي القذر كان وما زال لإيجاد توازن بين المعارضة والنظام، ريثما تجد أمريكا البديل المناسب لبشار. وليس نصرةً للمسلمين ولا حباً بأهل الشام وثورتهم، وحال جبهاتنا ينطق بذلك من توقف وتسليم وانسحاب وخيانة مع وجود السلاح والرجال المخلصين.

لذلك ندعوكم لرفض هذا المال السياسي القذر، الذي يشارك في قتلنا ودمار ممتلكاتنا وتشريد أهلنا. ولا تكونوا أدوات في أيدي الغرب الكافر وعملائهم المحليين والعرب ليحصدوا ثمرة جهادكم ويستبدلون عميلاً بعميل آخر. فأنتم وحدكم من يملك القدرة والقوة على التغيير، فاستخدموا ما تملكون لإقامة مشروع يرضي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ويحقق لكم ولأمتكم السعادة في الدارين، مشروع الخلافة الراشدة الذي أعده حزب التحرير. فتكونوا بذلك قد نلتم شرفاً عظيماً في الدنيا والآخرة وما أعظمه من شرف وعز.

 وإلى أهلنا في الشام المؤمنين الصابرين:

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «صفوة الله من أرضه الشام، وفيها صفوته من خلقه وعباده» ويقول صلى الله عليه وسلم: «إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم» إن الله قد خصكم يا أهل الشام بأن جعلكم في هذه الأرض المباركة، وخصكم بالخيرية في هذه الأمة، وإن ثباتكم وصبركم على هذا التكالب الدولي عليكم وإصراركم على إقامة الخلافة قد أعجز دول الغرب قاطبة، وعلى رأسهم أمريكا عن خطف ثورتكم. فما هذه البراميل والقتل الهمجي والمجازر الوحشية إلا ليركعوكم لغير الله ولترضوا بنظام بديل لبشار، يكون على شاكلة النظام الذي صنعه الغرب في مصر وتونس و..... فاصبروا وصابروا واعلموا أنكم لستم وحدكم فالله معكم وكافيكم، والأمة الإسلامية كلها معكم من مشارقها إلى مغاربها تطالب بالخلافة، فأنتم من رفعتم راية رسول الله صلى الله عليه وسلم عالياً. فلا ترضوا عنها بديلاً، وخذوا على يدِ كل من يريد أن يبيع ثورتكم وتضحياتكم بثمن بخس. وانبذوهم واقطعوا أيديهم عن التلاعب بمصيركم فأنتم أهل لذلك وقادرون عليه. قال تعالى: ﴿وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾.

وإنا ندعو الجميع إلى تبني الورقة السياسية بعنوان:"ورقة حزب التحرير السياسيّة لأهلنا الصامدين في الشام: نحو إسقاط نظام الطاغية وإقامة الخلافة الراشدة"

سائلين المولى جل وعلا عز الإسلام والمسلمين.

 

                                 

03 من رمــضان 1435          حزب التحرير

الموافق 2014/07/01م          ولاية سوريا