بسم الله الرحمن الرحيم
يا جيش الكنانة العظيم: وجهوا بنادقكم لصدور عدوكم كيان يهود
لا لصدور إخوانكم في سَيناء، فتفشلوا وتذهب ريحكم!
سيناء أرض العزة والكرامة، حيث أكرمها الله بذكرها في القرآن العظيم في موضع جليل مهيب، فذُكرت الشجرة التي تنبت من هناك: ﴿شَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ﴾... وسيناء العز حيث دارت على أرضها حربُ عزٍ وكرامة، كادت الأمة أن تحرر بها الأقصى والأرض المباركة (فلسطين) من رجس يهود، لولا خيانة بعض من باعوا دينهم من القادة والسادة!... سيناء العز التي تُرهب جيش يهود ليل نهار، فيتوجس منها الأعداء حيث (تل أبيب) ومروراً بـ(واشنطن) حيث الاستعمار الحاقد على الإسلام والمسلمين، تلك هي سيناء العز التي يخشاها كل كافرٍ مستعمر وكل عميلٍ لكافرٍ مستعمر...
سيناء العز تدار على أرضها اليوم حرب تُستنفر لها الجيوش لا لقتال كيان يهود بل للقتال بين المسلمين، فقد صرح مصدر عسكري رفيع المستوى: "إن وزير الدفاع المصري أكد لـ(ديفيد ساترفيلد) مدير عام "القوة متعددة الجنسيات" أن مصر تفكر في زيادة قواتها العسكرية خلال الفترة القادمة في المنطقة (ب / ج)، ومناطق وسط وشمال سيناء، مشيراً إلى أن التعاون الأمني بين (مصر وإسرائيل وقوات حفظ السلام) مستمر من أجل وقف العمليات الإرهابية" [شبكة الإعلام العربية 11/06/2014]. ليس هذا فحسب، بل إن المحادثات العسكرية والمخابراتية، الرسمية وغير الرسمية، مستمرة منذ شهور... وهي تهدف للتنسيق العسكري والمخابراتي مع كيان يهود لحفظ أمنه، وكانت تقوم على مطالبة (تل أبيب) للقاهرة بمعالجة كاملة للوضع الأمني في سيناء والقضاء على كل من يلحق ضرراً بكيان يهود، فقد صرح رئيس الأركان بجيش يهود (بني غينتس) قائلاً: »إن الوضع في سيناء خطر ويستلزم معالجة كاملة للملف الأمني«، وهذا ما كان!... ففي حين أن (الملحق العسكري) لمعاهدة 1979 يضع قيوداً صارمة على عدد الجنود ونوعية الأسلحة التي تستطيع مصر نشرها في سيناء، إلى جانب الأماكن التي يمكن نشرها بها، حيث حظرت على القاهرة تمركز أي قوات عسكرية في المنطقتين (ب / ج) بخلاف حرس الحدود إلا أنه منذ السنة الماضية، فقد تصاعد الوجود العسكري المصري إلى آلاف الجنود! وقد جاءت هذه التحركات العسكرية المتصاعدة بفعل سلسلة من التفاهمات الثنائية الهادئة التي تم التفاوض عليها برعاية "القوات متعددة الجنسيات" التي يقودها الدبلوماسي الأمريكي (ديفيد ساترفيلد)، ولم يتم الإعلان عنها على نطاق واسع، فوافق (كيان يهود) على إدخال قوات مصرية إلى مناطق محظورة في وسط وشرق سيناء، وهذا ما كان، فقد قامت القاهرة بانتظام بنشر طائرات الأباتشي والحاملات المدرعة وكتائب الصاعقة في المنطقتين (ب / ج)، وتقوم بحملات استطلاعية بطائرات إف16. [معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى 17/01/2014م]... وبطبيعة الحال فإن هذه القوات التي سمحت بها دولة يهود لم تدخل لقتال يهود، بل لاقتتال المسلمين فيما بينهم! فالتنسيق الأمني مع كيان يهود مستمر بامتياز، فقد صرح مصدر عسكري "اسرائيلي" بقوله: »إن مستوى التنسيق بين أجهزة الأمن فى البلدين ممتاز« [يديعوت أحرونوت 20/05/2013م]. إن أمريكا يهمها حفظ أمن كيان يهود من ضربات المجاهدين المخلصين...، وهو واضح عبر اللقاءات التي يجريها مبعوثو أمريكا إلى مصر، وتصريحاتهم بتعزيز المصالح المشتركة كما جاء في تصريح أوباما الذي عبر فيه للسيسي عن سعادته لالتزام مصر بتعزيز المصالح المشتركة [رويترز 11/06/2014م]، ومن المعروف أن على رأس المصالح المشتركة عند أمريكا في المنطقة هو حفظ أمن كيان يهود!.
أيها المسلمون، يا أهل مصر الكنانة:
إن الثورة المباركة التي أسقطت نظام مبارك حامي يهود، لحري بها أن لا تتوقف إلا باقتلاع اتفاقية العار والخيانة (كامب ديفيد)، فتعود حالة الحرب الفعلية مع كيان يهود الغاصب، لينسيه أبطال مصر الكنانة وساوس الشيطان...
فدوسوا بأقدامكم على كل اتفاقية آثمة مع كيان يهود؛ ككامب ديفد وأخواتها، وأقيموا شرع الله بإقامة دولة الشرع والفرض؛ الخـلافة الراشدة، فتغيروا حالكم من ضعف لقوة ومن مهانة لعزة، ومن فقر وشظف عيش لسعة ورفاهية عيش: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ﴾، فبالخـلافة وحدها يكون جيشكم مجاهداً في ساحات الوغى والجهاد ضد يهود، لا ضد أهلنا في سيناء ورفح الحدود!.
أيها الجند المخلصون، في جيش مصر الكنانة:
لا تسمحوا لأمريكا وعملائها أن يهووا بكم في جهنم وساءت مصيراً!، فإن سيركم في حبالهم لا يورثكم إلا الهلاك فتفشلوا وتذهب ريحكم، وارتدعوا بقول الله عز وجل: ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾، واتعظوا بقول نبيكم الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم: «إذا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ في النَّارِ» أخرجه البخاري... فحذار حذار من الوقوع في دماء بعضكم بعضاً، فبدل أن توجه بنادقكم لقتال عدوكم كيان يهود؛ توجه لصدور بعضكم بعضا، تحت ذريعةٍ مُضلِلةٍ عنوانها حرب "الإرهابيين"!... فكونوا والمجاهدين المخلصين يداً واحدة ضد يهود، فتقاتلوهم يعذبهمُ الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشفِ صدورَ قومٍ مؤمنين.
أيها الجند المخلصون، في جيش مصر الكنانة:
إن حزب التحرير / ولاية مصر يطلق صيحةً لتصل سمع كل قائدٍ مخلصٍ مؤمن...
فيناديكم أن انفضوا أيديكم من النظام الذي سخركم لخدمة أمن عدوكم كيان يهود عقوداً طويلة!، أفلستم تتحرقون شوقاً للجهاد في سبيل الله؟ ألستم تتحرقون شوقاً لتحرير المسجد الأقصى من رجس يهود؟ ألستم أبطال العبور والثغور؟...
فالله الله في الجهاد... الله الله في بيعة خليفة على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقود جحافل الجيوش زحفاً نحو تحرير الأقصى والمسرى... الله الله في الخـلافة فبها تستردون أقصاكم وعزكم ونصركم، وبها لا تذهب هدراً دماؤكم...
﴿ويَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ، بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾
15 من شـعبان 1435 حزب التحرير
الموافق 2014/06/13م ولاية مصر