ماذا أعددت ليوم الحساب؟!

خبر وتعليق نقلا عن موقع المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية مصر

الخبر:

قال الفريق أول عبد الفتاح السيسي، النائب الأول لرئيس الوزراء، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، الأربعاء، إن الرئيس المعزول محمد مرسي "كان رجلاً طيبًا ولكنه لم يكن هو من يحكم مصر، بل الجماعة التي ينتمي إليها"، مؤكدًا أنه مستعد للحساب أمام الله والشعب المصري. [البشاير 18-10-2013م]

التعليق:

1.بغض النظر عن طيبة الرئيس المعزول، أو طيبة الفريق السيسي المزعومة، وبغض النظر عن من كان يحكم مصر إبَّان فترة حكم الدكتور مرسي، ومن يحكم مصر الآن، فالسؤال المصيري الهام بالنسبة لنا كأمة إسلامية هو: هل يحكم بالإسلام؟ فلا الدكتور مرسي حَكَمَ.. ولا حكام ما بعد الانقلاب يحكمون بالإسلام. هذه هي النقطة الجوهرية وهذا ما يجب أن يحاسب عليه الجميع.

2.قد يدعي الفريق السيسي أنه مستعد للحساب أمام الشعب المصري...، وقد يكون صادقًا في ادعائه هذا...، لأنه قد يكون قادرا على تضليل الشعب المصري من خلال أذرعه الإعلامية الممتدة في كل القنوات العاملة الآن في مصر، كما تدعمه قنوات أخرى كالمجموعة الإعلامية التي يمتلكها الوليد بن طلال، وقناة العربية، أما بالنسبة لادعائه أنه مستعد للحساب أمام الله، فهو إما جاهل بدينه لا يدري حجم الجريمة التي ارتكبها هو وأعوانه في حق المسلمين من أهل مصر، أو كاذب منافق يظهر خلاف ما يبطن...

3. أيها الفريق السيسي، سيأتي عليك يوم تقف فيه أمام الله وحدك، ولن تنفعك حينئذ أمريكا ولن ينفعك إعلامك المضلل، ستقف وحيدا أمام الله، قال تعالى ﴿وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا﴾ [مريم:95]، وقال أيضا ﴿وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ﴾ [الصافات:24]، فكيف تقول أنك مستعد للحساب أمام الله الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، ماذا ستقول لربك عن آلاف القتلى المسلمين الذين تلطخت يدك بدمائهم؟! أتظن أنك ستنجو بادعائك أنهم خوارج حسبما أفتاك شيخك علي جمعة؟ أتظن أنك ستنجو بادعائك أنك قتلتهم من أجل أن "تبقى مصر" حسبما صور لك إعلامك الماجن؟ ماذا ستقول لربك عن أكثر من عشرة آلاف معتقل في سجون الظلم والقهر والإذلال، ما كانت جريمتهم إلا أنهم وقفوا معتصمين ظنًا منهم أنهم ينصرون الإسلام؟!

4. أبو بكر الصديق الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم إنه لو وضع إيمان أمة محمد في كفة، ووضع إيمان أبي بكر في الكفة الأخرى، لرجحت كفة أبي بكر، وأبو بكر رغم مكانته ومنزلته تلك يقول: "والله لو أن إحدى قدماي في الجنة والأخرى خارجها ما أمنت مكر الله، لأنه لا يأمن مكر الله إلا القوم الكافرون" أبو بكر يقول هذا متذكرا قدرة الله عليه غير مغترٍّ أو راكنٍ إلى شهادة رسول الله له، واليوم نرى مُغترًّا لا يأبه بلقاء ربه ويظن أنه ناج بفعلته، وأن لديه حجةٌ تنجيه من عذاب غليظ. فماذا أعددت أيها الفريق ليوم الحساب يوم تشخص الأبصار؟! قال تعالى: ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَار،ُ مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء، وَأَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُواْ رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُواْ أَقْسَمْتُم مِّن قَبْلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ، وَسَكَنتُمْ فِي مَسَـاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ، وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ﴾ [إبراهيم:42-46].

 

شريف زايد

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية مصر

 

19-10-2013