التاريخ الهجري 05 من رمــضان 1434 رقم الإصدار: I-SY-132-14-026
التاريخ الميلادي 2013/07/14م
مصابُ أهل سوريا عظيم في المعابر والحدود: دولة تركيا تعمد إلى زيادة معاناتهم والإمعان في إذلالهم
إن الحدود التي رسمها أعداء الإسلام من دول الغرب الرأسمالي الكافر وثبتوها لتقسيم البلاد والعباد يسهر حكام البلاد الإسلامية على تنفيذها وإذلال المسلمين بها، ونخص بالذكر المعابر الحدودية بين تركيا وسوريا، فإن هذه الحدود بعد أن كانت متنفساً للمسلمين من أهل سوريا الهاربين من ظلم وحمم المجرم بشار، أصبحت الآن بفضل سياسات حكام تركيا كابوساً يخيم عليهم؛ وذلك إمعاناً في تنفيذ سياسات الغرب المقدسة لدى هؤلاء الحكام، والتي تغضب الله ورسوله والمسلمين.
ولقد رأينا رأي العين كيف يمسك بعض الجلاوزة المجرمين من حراس المعابر الحدودية بالسياط والهراوات ويضربون بها الناس! رأينا أحدهم في معبر باب الهوى وهو يمسك طفلاً لم يتجاوز العاشرة من عمره يشبعه ضرباً أمام أعين الجميع! ورأينا بأم العين آخر يرتدي البزة الرسمية في معبر باب السلامة في كِلِّس وهو يرفع يده كالثور الهائج في وجه أب أراد أن يمر هو وزوجته وأطفاله إلى داخل سوريا، قائلاً: لن تدخل... غداً رمضان ونريد أن نرتاح!! فيرد عليه الأب بكل انكسار: أرجوك أريد أن أوصل أولادي إلى بيتنا... فيقول له اغرُب عن وجهي وإلا ضربتكم كلكم؟ وبالرغم من التكلم معه لثنيه عن موقفه، وبيان أن حرمة المسلم أعظم عند الله في رمضان، إلا أنه شتم وشتم وصرخ ثم رفض الحديث وطرد كل من هو واقف يريد العبور!... لقد كانت تروى لنا مثل هذه الأقاصيص وكنا لا نصدق حتى حدث هذا معنا، وعلى مرأى منا. ثم اطلعنا بأنفسنا من خلال شهادات العارفين وأهل الحدود العابرين على أن المسؤولين في تركيا يتقصدون اختيار العاملين الأتراك في المعابر من الذين يكرهون الثورة وأهلها وبالتالي "يبدعون" في شتم وإهانة الناس على الطرفين: الداخل منهم والخارج.
لهذا، فإننا في المكتب الإعلامي لحزب التحرير في سوريا بوصفنا نتبنى مصالح الأمة والدفاع ورفع الظلم عنها ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً، فإننا نتبنى كذلك كشف وفضح الحكام المتسببين في آلام الناس والمتآمرين عليهم والغاضين الطرف عن إساءات أتباعهم أمثال هؤلاء. ولقد كنا نتمنى لو أننا نطلب من حكام تركيا أن ينزعوا عنهم رداء الذل والهوان الذي ألبستهم إياه أمريكا لتنفيذ خططها والسهر على مصالحها في المنطقة، وأن ندعوهم للبس رداء العز والتقوى بأن يعلنوا تركيا دولة خلافة إسلامية ثانية فتأتي للشام ناصرة لأهلها موحدة لبلاد المسلمين كصلاح الدين وكمحمد الفاتح. كنا نتمنى ذلك، ولكن أنَّى لهم ذلك! فإن أعمالهم وشدة ارتباطهم بسياسة أسيادهم الأمريكان تجعلنا نعلم يقيناً أنهم ليسوا أهلاً لهذا الشرف ولهذه المكانة عند رب العالمين. وما يحدث على الحدود مما ذكرناه ما هو إلا من ضمن سياسة هؤلاء الأسياد التي ينفذها هؤلاء الحكام الأذناب الذين هم أبعد ما يكونون عن تعاليم الإسلام التي تأمرهم أن يحترموا آدمية البشر، وأن يرفقوا بقواريرهم، ويرحموا صغيرهم ويحترموا كبيرهم ويقيلوا عثرات رجالهم، فلعل الله يرحم بذلك من كُتب على جبينه: "آيسٌ من رحمة الله". ولله الأمر من قبل ومن بعد.
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
المهندس هشام البابا