التاريخ الهجري 25 من شـعبان 1434 رقم الإصدار: 1317
التاريخ الميلادي 2013/07/04م
بيان صحفي
الجيش ينقلب على الديمقراطية المزعومة
أعلن الفريق عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والإنتاج الحربي مساء يوم الأربعاء 3-7-2013م ما أسماه "خارطة مستقبل" للبلاد، تتضمن الخارطة تعطيل العمل بالدستور بشكل مؤقت، وإقالة الرئيس المنتخب ديمقراطياً، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، على أن يتولى رئيس المحكمة الدستورية إدارة شئون البلاد خلال المرحلة الانتقالية ولحين انتخاب رئيس جديد، ولرئيس المحكمة الدستورية العليا سلطة إصدار إعلانات دستورية خلال المرحلة الانتقالية .وأشار إلى تشكيل حكومة "كفاءات وطنية"، وتشكيل لجنة تضم كافة المقترحات لتعديل الدستور، ومناشدة المحكمة الدستورية العليا إقرار مشروع قانون الانتخابات البرلمانية.
وبهذا يكون الجيش قد انقلب على الديمقراطية المزعومة، التي أتت بمرسي "حاكماً شرعياً" للبلاد كما ادعوا، وهذا الانقلاب تم تحت ذريعة رفض القيادة العامة "الإساءة لمؤسسات الدولة الوطنية والدينية"، فضلاً عن "ترويع وتهديد جموع المواطنين" .فأين هم من تلك الديمقراطية التي يتشدقون بها؟ بعد غلقهم للقنوات الدينية واعتقالهم ومطاردتهم للمئات من رموز التيار الإسلامي؟!
وبهذا ظهر بما لا يدع مجالا للشك، أن من لديه القوة الفعلية طوال الفترة الماضية هو الجيش، وأن الرئيس وجماعته لم يكونوا سوى دمىً تحركهم المؤسسة العسكرية ومن ورائها رأس الكفر أمريكا كما تريد. وثبت أيضا أنه لا يمكن أن يصل الإسلام للحكم عن طريق تلك الديمقراطية، وصناديق اقتراعها في نظامها العلماني، وكأنهم لم يتعلموا مما حدث لجبهة الإنقاذ في الجزائر، فلعل دعاة هذا النهج يعتبرون... ويدركون أخيراً تلك الحقيقة...
لقد استغلت أمريكا عدوة الأمة اللدودة دعاة ما يسمى "بالإسلام الوسطي" لتشويه صورة الإسلام لدى العامة، بإظهار فشلهم في إدارة شئون البلاد، مع أنهم لم يطبقوا إسلاماً ولم يكن لهم سلطان فعلي في البلاد، فاستعملتهم ثم لفظتهم لفظ النواة، مخلفين وراءهم حالة نفور من "حكم الإسلاميين" عند قطاع من الناس.
فليعلم المسلمون أن هناك طريقًا واحدًا لا غير لإقامة حكم الإسلام، وهو الطريق الذي خطه رسول الله صلى الله عليه وسلم، برفض أخذ الحكم منقوصًا، أو المشاركة في نظام فاسد مخالف للإسلام، بل الصبر حتى تكتمل النصرة، بالعمل الدءوب في الأمة لإيجاد رأي عام فيها منبثق عن وعي عام على وجوب تطبيق شرع الله كاملاً في دولة الخلافة، وهذا يكون بالصراع الفكري وطرح أفكار الإسلام قويةً متحديةً لتَصْرَع أفكار الكفر، كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس بالتمييع والمسايرة لها، ويكون أيضاً بالكفاح السياسي وكشف الخطط والمؤامرات على الإسلام والمسلمين، كما كان صلى الله عليه وسلم يفعل، وليس بالمداهنة والمسايرة للطواغيت وعملاء الغرب الكافر في بلادنا من السياسيين والإعلاميين ومدعي الفكر، فبهذا يوجد رأي عام للخلافة والشريعة، فينحاز أهل النصرة المخلصون في الجيش لها، فهو الذي يملك القوة بحق كما تبين من قرار السيسي، ولكنه للأسف.. نَصر من لا يستحق! وتخلى عمن داهنوه دون أن يقدموا له مشروعا حقيقيا ينبع من عقيدة الأمة.
إننا في حزب التحرير، الرائد الذي لا يكذب أهله، نكرر الدعوة لكل من يريد أن يرى الإسلام ممكّنا في دولة الإسلام الحقيقية، دولة الخلافة، أن ينضم إلينا ويعمل معنا لإقامتها، بالطريقة التي سار فيها الرسول صلى الله عليه وسلم، فهذا هو الطريق الأوحد الذي سيخلص أهل مصر وسائر بلاد المسلمين، بل والعالم أجمع، مما هو فيه من ظلم وشقاء وتقاتل وتشاحن وتباغض، فيعيش الناس - مسلمين وغير مسلمين - في ظل دولة الخير دولة الخلافة، التي كانت بحق منارة الدنيا وزهرتها المتفتحة ونورها المشرق طوال أكثر من ثلاثة عشر قرناً، يقول تعالى:
﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾ (القصص 5)
شريف زايد
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية مصر