التاريخ الهجري 13 من رمــضان 1433
التاريخ الميلادي 2012/08/01م
رقم الإصدار: SY-1A-8/2012
"جْدَيْدِة عرطوز" في ريف دمشق:
سلسلة مجازر مروِّعة يرتكبها الهالك بشار، ومؤامرة دولية مستمرة برعاية أمريكا تغطي على جرائمه
استفاقت الشام يوم الأربعاء 13 رمضان-1/8/2012م لتشهد مجزرة مروِّعة وصلت إلى أحضانها بعد مجازر حي الميدان وقبر عاتكة والسيدة زينب وحي القدم... مجزرة لا يقوم بها إلا المتوحشون الخالون من أية مواصفات إنسانية. فقد حوصرت جديدة عرطوز منذ الخامسة صباحاً، وبدأ القصف العشوائي الذي أصبح سمة مميزة للجزار بشار ولمن معه من طاقم خلية الأزمة الذين يتفننون بالتخطيط لقتل الناس لكسر إرادتهم والقضاء على ثورتهم، وخاصة خلية الأزمة الجديدة التي تريد أن تثبت جدارتها الإجرامية أمام رئيسها. ثم بعد القصف الذي نتج عنه إحراق وتدمير المنازل على ساكنيها دخلت قوات الجيش وشبيحته الإجرامية للبلدة لتعمل في الآمنين قتلاً وسفكاً لدمائهم الزكية، وقد قتلت هذه العصابات فور وصولها شباناً عدة من عائلة معروفة بمنطقة الجديدة وقاموا بتعليق جثثهم بسيارات الزيل العسكرية، روسية الصنع، وجابوا أنحاء البلدة بدم بارد، ثم بعد ذلك اقتحموا البيوت الآمنة وراحوا يقتلون كل إنسان يظهر أمامهم بمختلف الوسائل التي "أبدعوا" بها في القتل، فما تركوا وسيلة إلا وبرهنوا بها على أنهم لا ينتمون لفصيلة البشر ولا علاقة لهم بالآدميين. وقد تزامن هذا مع انتشار واسع لقتلة وسفَّاكي دماء من نوع آخر وهم القنَّاصة الذين توزعوا على أسطح المباني فأتموا الجريمة بقنص كل من حاول الهروب من جحيم عصابة المجرم بشار أو كل من حاول مساعدة الأهالي أو نجدتهم. فانتشرت الجثث في الأراضي والشوارع والمزارع والبيوت، فكان منها ما هو محروق ومنها ما هو ممثـَّل به ومنها ما هو مكبَّل، كذلك وأعدم الجيش عائلتين بأكملهما من الفارين على حاجز البلدة.
إن الجرائم المروِّعة التي ترتكب في سوريا إنما هي جرائم ممنهجة يخطط لها بشار مع طاقم خلية أزمته بتفاصيلها. والمتتبع لما وصلت إليه الثورة في سوريا يخلص إلى أن بشار ومن معه بدؤوا يحسون بقرب نهايتهم، وأن الحلقة بدأت تضيق عليهم، وأنه لن يبقى لهم قريباً إلا الشام، وأن المعركة الفاصلة ستكون هناك، لذلك هم يريدون أن يضاعفوا إجرامهم فيها وفي ريفها كي يبعدوا عنهم الخطر ما أمكن؛ وهم من أجل ذلك ارتكبوا مجزرة في "معضمية الشام" التي هرب أهاليها من بطش النظام إلى الجوار إلى "الجْدَيْدة" فلحقوا بهم وأمعنوا فيهم قتلاً. وهم يتوعدون حي التضامن وما حوله "بإزالته من الوجود" انتقاماً منهم لوقوفهم مع الثورة. ومن المعروف أن هذا الحي يقطن فيه مزيج من أهل الشام بمن فيهم المهجرون من الجولان المحتل ومن فلسطين السليبة، ويتعدى عدد سكانه النصف مليون نسمة.
أيها المسلمون في شام الخير أرض الشهداء وبلد الأنبياء:
إننا في حزب التحرير لا نخاف عليكم من رأس الإجرام بشار وخلية أزمته وشبيحته في إجرامهم الممنهج هذا أن يثنوكم عما أنتم ماضون فيه، فأنتم بإيمانكم وصبركم غلبتم المؤامرة الدولية التي تمد النظام السوري المجرم والتي ترأسها أمريكا، تلك المؤامرة التي انكشفت جلياً بمطالبة المجتمع الدولي وأنظمة الدول العربية العميلة للغرب والخائنة لدينها ولشعوبها بتنحي بشار وتأمين مخرج مشرف له ولعائلته. فهل هذه مكافأة للمجرم بشار على تنفيذ الأجندة الأمريكية أم هي معاقبة له؟!... لا نخاف عليكم من بشار وخلية أزمته، فهم صنيعة لأمريكا تأمرهم وتنهاهم.. إنما نخاف عليكم من رأس المؤامرة أمريكا هذه، فهي تلقي بثقلها الدولي للقيام بأمرين: أولهما: صناعة حاكم بديل يكون عميلاً لها كبشار. وثانيهما: إبعاد الحكم بالإسلام وتحديداً الخلافة عن أن يكون هو الوارث لما يجري في سوريا. وهذا الخوف يشترك فيه الجميع: من أمريكا إلى (إسرائيل) إلى دول أوروبا إلى روسيا إلى الصين إلى حكام المسلمين العملاء الخونة إلى المعارضة الخارجية العلمانية... هذه هي خلفية المؤامرة الدولية على المسلمين في سوريا.
إن أساس موقف المسلمين لمواجهة هذه المؤامرة هو الإيمان بالله تعالى وحده أنه هو الخالق المدبر، القوي العزيز، ناصر المؤمنين، الجبار، المنتقم... والإيمان بأن النصر لا يأتي إلا من الله وحده، قال تعالى: (أَمْ مَنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ * أَمْ مَنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ * أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمْ مَنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) لقد علمتم أن هذا ما كان ليكون لو أن دولة الخلافة الإسلامية حاضرة ولو أن خليفة المسلمين هو الحاكم.
فمن يجيّش الجيوش لنصرة المستضعفين من أبناء المسلمين إلا دولة الخلافة؟ ومن يُلقن أعداء الله أمثال بشار وزمرته ونظامه دروساً لم ينسوها إلا جيوش الدولة الإسلامية؟ بهذه النصرة فُتحت مكة، واستُئصل أعداء الله من عمورية، ومُنعت فلسطين عن يهود... ولكن ومنذ سقوط دولة الخلافة عام 1924م على يد أعداء الإسلام من خونة العرب والترك، والأمة الإسلامية من ضيم إلى ضيم ومن قتل إلى قتل ومن ذبح إلى ذبح. فلا تكرروا مأساة سبقت وتقبلوا باستمرار نظام قاتل بعد إزالة رأسه وتجميل ما تبقى من مجرميه. بل لا بد من قلع كل أركان النظام والتي تسميها أمريكا "أركان الدولة" قلعاً لا رجعة فيه. وإقامة دولة الخلافة الإسلامية الراشدة في الشام من جديد استمراراً لدولة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي علمنا كيف تقوم دولة الإسلام، وكيف تُرعى الشؤون، وتُساس الرعية، وكيف تحمى بيضة المسلمين، قال الصادق المصدوق: "الإمام جُنّة يقاتل من ورائه ويُتقى به".
هذا ما يريده أهل الشام، ولهذا دعا عليه الصلاة والسلام لها ولأهلها بالبركة والخير. وإننا على يقين أن هذه الغمة ستزول بإذن الله، وأن الصبح قريب، وأن هذه الدماء الزكية التي تُسكب على أرضنا المباركة هي تباشير النصر القادم إن شاء الله تعالى، قال تعالى: (أمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) صدق الله العظيم.
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
المهندس هشام البابا