التاريخ الهجري 17 من شـعبان 1433
التاريخ الميلادي 2012/08/05م
رقم الإصدار: 17/1433هـ
مشاركة المرأة المسلمة في الألومبياد الرياضية بحجاب مشوّه ليس إنجازا يفخر به النظام السعودي!
(مترجم)
تناقلت أجهزة الإعلام في هذا اليوم الأحد الموافق 5-8-2012م تهنئة من الأمير نواف بن فيصل للاعبة السعودية وجدان شهرخاني بمشاركتها في الألومبياد، وقد جاء هذا بعد أخذ ورد وجدل واسع حول مشاركة الرياضية السعودية بحجابها في منافسات الألعاب الأولمبية 2012 المقامة في لندن، وقد اعتبر النظام ومن على شاكلته أن قبول اللجنة الأولمبية الدولية بمشاركة الرياضية "وجدان" بحجاب مشوّه هو انتصار ودخول للتاريخ! علماً أن النظام السعودي قد وافق على مشاركة النساء في حزيران/يونيو الماضي، وفي تلك الفترة أصدرت السفارة السعودية بلندن بياناً ورد فيه: "المملكة العربية السعودية تعرب عن تأييدها للمعاني الرفيعة التي تعبر عنها الألعاب الأولمبية".
الدكتورة نسرين نواز عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير علقت بالقول: "ادعاء السعودية أنها انتصرت حين شاركت النساء الرياضيات السعوديات بشبه حجاب في الألعاب الأولمبية هو أمر مثير للسخرية! فمن المعروف أن الإسلام يحظر على النساء المشاركة في النشاطات الرياضية التي يتابعها الرجال حتى لو كنّ يلبسن اللباس الشرعي الكامل، إن هذه المشاركة تتعارض مع مفهوم الزي الشرعي للمرأة المسلمة المتمثل في الخمار (غطاء الرأس) والجلباب (لباس الحياة العامة)، كما تتهاون في مفهوم حياء المرأة الذي يوليه الإسلام أهمية كبرى، هذا بالإضافة إلى أن الإسلام يرفض القومية البغيضة التي تقام على أساسها مثل هذه الألعاب. إلا أن النظام غير الإسلامي الهرم قد بين مجدداً تجاهله لأحكام ومبادئ الإسلام، وأن القيم التي يصفها بالرفيعة ما هي إلا القيم الفاسدة للمبادئ الليبرالية الغربية - نظام يقبل بظهور المرأة كاسية عارية في المناشط الرياضية وفي الحياة العامة إرضاءً لشهوة الرجال."
"لقد سقط القناع عن هذه الدولة المليئة بالمتناقضات والتي تدّعي تطبيق الشريعة لتحافظ على الدعم الشعبي بينما هي في الحقيقة تشرع القوانين لحماية وتحقيق مصالح الملوك والأمراء الطغاة. يأتي النظام بالشيء وضده، فمن جهة يحظر قيادة السيارات على النساء بدون دليل شرعي معتبَر بدعوى منع الفتنة في المجتمع، بينما يسمح لهن بالوجود في السيارة مع سائق أجنبي، ومن جهة يدّعون منح النساء حق التصويت في الانتخابات المحلية وبالمقابل يسجنون النساء اللاتي يتظاهرن ضد ظلم الحكام وينـزعون عنهن أبسط حقوقهن السياسية، ومن جهة يدعون تطبيق الانفصال بين الجنسين بشكل كامل، ولكنهم من الجهة الأخرى يصرحون لقنوات الفساد الإعلامي للوليد بن طلال وغيره التي تروج للاختلاط والعلاقات غير الشرعية."
"لقد أثبت هذا النظام الآيل للسقوط مراراً وتكراراً استعداده السافر لنحر الإسلام إرضاءً لنزوات حكامه وحماية لنفسه."
"ألم يحن الوقت لخلع وإزالة آثار هذا النظام الذي أسسه الاستعمار البريطاني، والذي لم يقدر حرمة الإسلام؟ ألم يحن الوقت لبروز دولة مخلصةٍ، العقيدةُ الإسلامية أساسها والأحكام الشرعية مصدر أحكامها ومقياس أعمالها "دولة الخلافة"؟ هذه الدولة همها تطبيق الإسلام ليعم العدل ربوع الدنيا، ومن بين أحكام الإسلام إعطاء كلٍّ من الرجل والمرأة الحقوق الشرعية التي وهبها الله تعالى لهم. إنها دولة الخلافة التي وحدها ستعيد للمرأة حق الانتخاب ومحاسبة الحكام دون خوف، والتي ستمكّن النساء من قيادة السيارة وإدارة شؤونهن المالية بأنفسهن، سيتفاعلن ويؤثرن في المجتمع دون التنازل عن الأحكام التي تحافظ على زيهن الشرعي وتصون شرفهن وتحميهن بناءً على سياسات الإسلام التي تعتبر كرامة وسلامة المرأة أمراً غالياً لا يقدر بثمن.
إننا نساء حزب التحرير ندعو أخواتنا في السعودية لعدم الرضى بالفتات والإصلاحات الجزئية ونحذرهن من الانخداع بسراب التغيير بل يجب أن تعملن بقوة مع أخواتكن لإقامة دولة الخلافة القائمة قريباً بإذن الله؛ فبها وحدها سنحقق ما نطمح إليه من مستقبل أفضل".
قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا)) (سورة النساء: 59).
د. نسرين نواز
عضو المكتب المركزي لحزب التحرير