التاريخ الهجري     08 من شوال 1432

التاريخ الميلادي     2011/09/06م

رقم الإصدار:  

الدعوة لطلب الحماية الدولية خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين الثائرين في الشام الأبية

 بعد أن دخلت ثورة أهلنا في سوريا شهرها السادس، لا يزال صمود الناس العزل وتضحياتهم الجسام أمام بطش وإجرام وتنكيل النظام الوحشي الدموي الجبان هو العنوان الأبرز لهذه الثورة، ولا يزال تربصٌ دوليٌّ وآخر تابع إقليميّ ترسم خطوطه أمريكا لإعطاء الوقت الكافي للنظام ليسحق الثورة في الوقت الذي يباشر فيه التمويه والترقيع، تارةً بدعوى سن القوانين الإصلاحية وتارةَ بدعاية إطلاق الحوار، وكل ذلك لا يثني الناس عن المطالبة بإسقاط النظام الذي استخدم كامل قوته العسكرية ضدهم من إطلاق رصاص القنص عليهم وقصف البيوت بالدبابات والبوارج الحربية وتحليق الطيران الحربي فوقهم حتى وكأن الشعب هم أعداء حقيقيون له.

 

وبعد أن فشل الأسد عسكرياً وأمنياً وسياسياً وضاق عليه الوقت قرر عدونا الغربي الأصيل انتهاء صلاحية عدونا الأسدي الوكيل فأطلق على الثورة رصاصتين قاتلتين رصاصة إلى الناس ورصاصة إلى المعارضة:

 

•فأوحى إلى الناس طلب الحماية الدولية وأخرج من بينهم من يطالب أنظمة الخيانة العربية أو أنظمة الكفر الغربية أن يغيثوا سوريا على الطريقة الليبية، بوعي المتآمر الجبان أو بغفلة الموجوع.

 

•وقال للمعارضات أن اتحدوا كي نؤلف لكم مجلس حكم جديداً، يخلص لنا بالطاعة فنسرع له بتسليم السلطة على نهج ليبيا...

 

أما نحن في حزب التحرير فإننا نبشر أمريكا ونظامها وأوروبا ومحاولاتها بأن أهلنا الثائرين في الشام سيوقِّعُون بثباتهم على فشل خططكم ومؤامراتكم، فمن أقسم بأن لا يركع إلا لله هو عصيّ على مؤامراتكم وخططكم. ولنا في هذا المقام قولٌ سديدٌ رشيدٌ نسأل الله أن يبلغه عنا فتعيه أذن واعية:

 

أولا: نقول لأهلنا الثائرين في الشام الأبية: لقد جددتم في ثورتكم سيرة الصحابة الكرام في ثباتهم وتضحياتهم أمام صناديد قريش، وإننا لنعلم صدق النفوس التي خرجت تنادي «هي لله هي لله»، ونعلم أن المخلصين منكم لا يثقون بالغرب ولا يمدون لهم يدًا، ونعلم أنكم تألمون وتعانون وتستعجلون الخلاص من هذه العصابة المجرمة، ولكننا نخاطب الذين قد تفتنهم كلمات جواسيس الغرب وأبواقه والذين قد تستهويهم ضربات الناتو في ليبيا والتخلص من حكم القذافي، فالحذر الحذر مما يقدمه لكم أعداؤكم؛ ففيه اختطاف ثورتكم إلى ما يريده من تركيز نفوذه وإبقاء تبعيته، والحذر الحذر يا شباب ثورتنا من أن توقع بكم وعود الغرب الكافر الغادر الذي نكّل بأمتنا وولغ في دمائها وما يزال في فلسطين والعراق وأفغانستان، والذي أقام هذه الأنظمة المجرمة ومنها النظام السوري ودعمها كل تلك السنين الشداد، لأن الركون للغرب سيهدم ما بنيتموه في ثورتكم قال تعالى: ( وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثاً ).

 

ثانياً: نقول لإخواننا في المعارضات أفراداً وجماعات: إن السياسي الواعي الراعي لشؤون أمته تُوَجَّه بُوصَلتُه بحسب عقيدة أمته ونبضها ومصالحها، وإن العاقل من خَبِرَ شرَّ الغرب وشروره بما أصاب من سبقه، والمفارقة الواضحة لكل من له تأمل سياسي أن الغرب هو الذي أتى بهولاء الحكام العملاء وهو الذي أمدَّهم ببرامجه وخططه ومخابراته، وهو الآن يريد أن يتخلى عنهم ويرميهم في قمامة عملائه السابقين، ويعيِّن مكانهم عملاءَ آخرين... فاقطعوا دابرَ عملائه السابقين واللاحقين، واتقوا الله، وقوا أنفسكم مصيبة غيركم، والتفتوا إلى أمتكم وخذوا العزم والعهد من أبنائكم أن لا نركع إلا لله، وأن لا نتوكل إلا على الله، وأن لا نتحرك إلا بما يرضي الله. ألم يأتكم نبأ الغرب الذي هدم الخلافة وقسم بلاد المسلمين واستعمرها؟! وهل غاب عنكم تقسيم السودان وإهلاك الحرث والنسل في الصومال؟! ألم يتم ذلك كله بجيوش الغرب الكافر والحكام المتواطئين معه الذين شردوا المسلمين في البلاد وأكثروا فيها الفساد؟!

 

إننا في حزب التحرير نقدم لكم برنامج التغيير الحقيقي الذي ينقذ الأمة وينهض بها من الواقع المرير الذي وصلت إليه بأن تستعيد شخصيتها فتستأنف حياتها الإسلامية بإقامة الخلافة على منهاج النبوة، وطريقتها في رعاية الناس وحمايتهم وحكمهم بالحق والعدل.

 

ثالثاً: نقول لأهلنا في بلاد الشام عقر دار الإسلام: إن الخطر كل الخطر أن تبقى حلول مشاكلنا بأيدي هذه الأنظمة العميلة المجرمة، وإن الهلاك كل الهلاك أن تتولى أمريكا وأوروبا معركتنا مع هذه الأنظمة، اطرحوا عنكم أي نداء للأمم المتحدة أو مجلس الأمن أو جامعة الدول العربية أو منظمة المؤتمر الإسلامي، واقطعوا أيديهم إن أرادوا التدخل في ثورتكم المباركة. لا نجاة لكم مما أنتم فيه إلا بأن تأخذوا زمام المبادرة وتكون مطالبكم هي دولة القرآن لا دولة الشيطان، دولة الإسلام لا دولة الذل والهوان، خلافة على منهاج النبوة. ثوروا على المتآمرين من الحكام وأنظمتهم وأصرّوا على أبنائكم في الجيوش ليقوموا بالمهمة العظيمة بصدق الإيمان والتوكل على الله وبطرد الشيطان وأعوان الشيطان. وإن طلبتم عونًا أو غوثًا فليكن من أهلكم في البلاد المجاورة شعوبًا وجيوشًا فإنه حق لكم وواجب عليهم فليكن نداؤكم لأهل نجد والحجاز لا لملوكها العصاة الطغاة، وليكن نداؤكم لأهل تركيا والأردن والعراق ولبنان لا للأنظمة الخائنة العميلة التي هي من جنس نظامكم المجرم، وهي تدعم بعضها بعضاً. وليكن نداؤكم لأمتكم الإسلامية فالخير فيها وفيكم إلى يوم الساعة. فإن هذا يوحد الشعوب على إسلامها ويعطي قوة للثورة وامتداداً ويرعب الغرب وأذنابه من الحكام. فيجعل الصراع بين فسطاطين: فسطاط الغرب الكافر وأعوانه وفسطاط الأمة المؤمنة بربها والملتفة على دينها تريد خلاصها به.

 

وأخيراً أيها المسلمون في بلاد الشام وباقي البلاد: لقد جعل الله الشام عقر دار الإسلام، وإن أهلنا في سوريا صامدون وقد أقسموا ألا يركعوا إلا لله، وإن نظام الأسد المجرم وأنظمة الحكم العميلة، ومعهم أمريكا وأوروبا قد أحاطوا بهم من كل جانب، فإياكم أن تسلموهم وتخذلوهم، لأنكم إن فعلتم سيقول قائلكم أُكلتُ يوم أُكل الثور الأبيض، واعلموا أن قضيتكم وقضيتهم واحدة هي تحرير بلاد المسلمين من أنظمة عدوة ظالمة عميلة للغرب الكافر، فأنقذوهم تنقذوا أنفسكم، واصرخوا في جيوشكم الباسلة التي هي أبناؤكم وإخوانكم كي تخلصكم وتخلصهم من هذه الأنظمة، واعلموا أن إنقاذ أمّتكم لا يتأتى إلاّ إذا رجعتم إلى الله، وقوّيتم صلتكم به، واستمددتم العون منه، وتوكلتم عليه حق توكله. إن حزب التحرير قد أخلص لكم النصح والقول، وهو معكم يكافح كفاحاً قوياً بالفكر المستنير بكتاب الله ومقتفياً خطى رسوله الأمين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، فسارعوا للعمل معه ومؤازرته ونصرته لإعلاء كلمة الله، فلا قوة إلاّ بالله، ولا سند إلاّ الله، فالله وحده هو الناصر المعين. وهو نِعم المولى ونِعم النصير.

 

قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) .

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

ولاية سوريا 

للمزيد من التفاصيل