حزب التحرير يرفض وثيقة الأزهر بخصوص مدنية الدولة ويقدم دستوراً اسلاميا
التفاصيل
أورد موقع الدين والسياسية الخبر التالي نورده كما جاء في المصدر:
حزب التحرير" الإسلامي يعترض على وثيقة "الأزهر" بخصوص مدنية الدولة
في أول ظهور علني له بعد الثورة المصرية
07-05-2011 03:40
الدين والسياسة - خاص - مصطفى زهران:
في بادرة هي الاولى من نوعها لحزب التحرير الإسلامي تعيده إلى الأضواء مجدداً عقب الثورة المصرية"ثورة الـ25 من يناير"توجه وفد يمثل حزب التحرير الإسلامي- الذي كان محظورا نشاطه في السابق ولايحظى بشعبية او تواجدفي الشارع المصري مقارنه بالتيارات والحركات الإسلامية الأخرى-الى مشيخة الأزهر لمقابلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف لتقديم ما أسمته بـ"مذكرة نصيحة للأزهر الشريف"إعتراضاً على ماحوته وثيقة الأزهر الأخيرة التي أكدت على مدنية الدولة ورحبت بها تيارات إسلامية عده.
واكد احد اعضاء حزب التحرير الإسلامي أثناء الزيارة في تصريح خاص لـ "مركز الدين والسياسة" ان الزيارة تأتي من باب النصيحة ردأ على مشروع الوثيقة المدنية التي قام شيخ الأزهر بنشرها وإنكاراً لما تضمنته من تأكيد على هوية الدولة المصرية ووصفها بـ المدنية مع إهمال أحكام الشريعة الإسلامية في فكرة نشاة الدولة.
وسجلت الوثيقة التي تقدم بها اعضاء حزب التحرير الإسلامي لشيخ الأزهر اعتراضا صريحا لما حوته وثيقته الأخيرة وذكرت المذكرة ان الوثيقة قد شملت على مايخالف الإسلام ويغضب الله سبحانه وتعالى على حد وصفهم وذلك من خلال تأييد الازهر متمثلاً في شيخه لتأسيس مااسمته بالدولة الوطنية الدستورية الديمقراطية الحديثة و التاكيد بالالتزام بالمواثيق والقرارات الدولية,وذلك يخالف مع ماقدمة الازهر الشريف ابان حكم الرئيس المخلوع مبارك الأمر الذي استهجنه الحزب واعتبره امرا خارجا عن الشرع وشكل الدولة في الإسلام.
وحددت مذكرة النصيحة التي قدمها حزب التحرير ملامح الدولة الشرعية للمسلمين والتي هي دولة الخلافة شكلاً واسما ونظام حكم. وان المسلمين من مشارق الأرض إلى مغاربها لم يتعارفوا او يعرفوا نظاما اخر غيره.مشددين على ان الخلافة وحدها هي التي يجب ان يعاد ايجادها لتستانف الحياة الإسلامية من جديد مرة أخرى.
ورفضت "مذكرة النصيحة" الديمقراطية واعتبرتها كلمة غربية تكرس لعقيدة فصل الدين عن الدولة بالإضافة إلى كونها-أي الديمقراطية- نظام الحكم في المبدأ الرأسمالي والتي تعني حكم الشعب للشعب وبتشريع الشعب وبالتالي فالبشر هم المصدر الرئيس ولا علاقة له بوحي او دين على حد وصفهم.وخلصوا من ذلك بأن الديمقراطية هي نظام كفر لاعلاقة له بالإسلام.
ووفقا لما سبق والموقف الصريح ضد الديمقراطية أكد الحزب من خلال وثيقته على ان الدستور القائم على هذه الديمقراطية هو أساس الدولة المدنية العلمانية التي بموجبها يتم فصل الدين عن الدولة .وبالتالي يرفض الحزب ما أتت به وثيقه الأزهر بماحوته جملة وتفصيلا .خاصة انه لايتماشي مع عقيدة الشعب المصري المسلم على حد وصفهم.
وشدد الحزب من خلال مذكرته على ان الشرعية الوحيدة التي يجب الالتزام بها والرجوع اليها وتطبيقها هي شرع الله ذاك الشرع الذي يحرم علينا ان نلتزم او نتحاكم او نرجع الى الشرعية الدولة وقرارتها .
وقدم الوفد لشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب مجموعة شاملة من أدبيات الحزب للشيخ "تقي الدين النبهاني" الأب المؤسس .من اهمها "كتاب الخلافة الإسلامية"و"نظام الإسلام "،"أجهزة الدولة" ،"الديمقراطية"،" التعريف بحزب التحرير". بالإضافة إلى كتاب مشروع الدستور دولة الخلافة ... متضمنة الأسباب الموجبة له "الأدلة الشرعية"
وفي اتصال هاتفي مع احد قيادات الحزب السابقة اكد "محمود طرشوبي" ان حزب التحرير الإسلامي في الوقت الراهن يقوم بتحضير اوراقه لتقديمها للحصول على تصريح يقيام حزب سياسي ذو مرجعية اسلامية يحمل الإسم ذاته. مشيراً الى ان طقس الحرية التي تحياها التيارات الإسلامية وغيرها بعد الثورة المصرية سينعكس إيجابا على الحزب الذي لطالما عاني من ويلات القبضة الامنية لعقود عده حالت بينه وبين الوصول الى القاعده العريضة للشعب المصري على حد قوله.
تجدر الإشارة إلى إن حزب التحرير الإسلامي هو تنظيم دولي تأسس في الأردن عام 1953 بواسطة تقى الدين النبهاني قبل أن ينتشر في عدد من البلدان العربية والإسلامية ومن أهدافه السعي لإقامة الخلافة الإسلامية وتعاملت معه السلطات المصرية باعتباره تنظيماً محظوراً وأصدرت عام 2003 أحكاماً بالسجن ضد عدد من أعضائه، وهو أيضا محظور في معظم الدول العربية والإسلامية، وبنجلاديش وينتشر بشكل علني في إندونيسيا وماليزيا كما أن له وجود كبير في وسط آسيا، وبخاصة في أوزبكستان.
أما في أوروبا فتتفاوت علاقة حزب التحرير مع الدول الأوروبية ما بين وضعه تحت المراقبة بغية الحظر كما هو في المملكة المتحدة وحظره فعلياً كما في ألمانيا وروسيا وفي باقي الدول الأوروبية لا نجد ذكراً رسمياً لحزب التحرير برغم تواجده فيها كما يظهر من تواجده في الدانمارك وغيرها.
وللكثير من العلماء ملاحظات عقدية في التحذير من حزب التحرير ومنهجه بالرغم من عدم انتهاجه العنف سلوكا إلا أنه يقوم على فكرة شذ فيها عن جمهور ما عليه أهل العلم وهي أن من يمت وليس في عنقه بيعة يكون كافرا وهو ما يعني تكفير عموم المسلمين منذ أكثر من مائة عام، كما يذهب الحزب إلى أن بلاد المسلمين اليوم تعتبر كلها دار كفر ولو كان أهلها مسلمين لأن الأنظمة التي تحكمهم اليوم غير إسلامية، وكان حزب التحرير قد عرض الخلافة على الخميني وأرسل وفدا إلى طهران لعرض البيعة عليه ومبايعته خليفة للمسلمين لكن الخميني وعدهم خيرا ولم يرسل لهم جوابا مما اضطر الحزب إلى إرسال رسالة أخرى يعاتبه فيها على هذا التجاهل عنون لها بـ"نقد الدستور الإيراني".