كان من المقرّر أن يعقد حزب التحرير اجتماعا خطابيّا بمناسبة ذكرى سقوط الخلافة يوم السبت 02 تموز/يوليو بالقاعة الرّياضيّة المغطّاة بحيّ التضامن، ورغم أنّنا أخذنا الموافقة من رئيس البلديّة والمسؤولين عن القاعة، إلا أننا فوجئنا بأنّ المكان تحوّل إلى ثكنة عسكريّة، وحال المسؤولون الأمنيّون الذين حضروا بكثافة دوننا وعقد اجتماعنا متعلّلين بأنّنا لا نملك رخصة اجتماع، ورغم أنّ مسؤولين من البلدية أكّدوا لهم موافقتهم السابقة ولكنّ الشرطة أصرّت على المنع ممّا يدلّ على أنّ المنع لم يكن بسبب إجراء إداريّ روتينيّ بل هو من جهات عليا في الدّولة، وليس ذلك بغريب من حكومة تدخّل رئيسها شخصيّا لمنع الحزب، وتأكّد هذا الأمر حين تكرّر منعنا من إلقاء خطاب في النّاس بعد صلاة المغرب يوم الأحد 03 تموز/يوليو في ساحة عامّة بحيّ التحرير، ذلك أنّه بعد الصلاة خرج شبابنا يرفعون راية لا إله إلا الله محمّد رسول الله وتوجّهوا إلى الساحة القريبة من المسجد، ولمّا وصلوا إلى الساحة مع من تبعهم من الناس وبدأ الشابّ في إلقاء كلمة مذكّرا بذكرى أليمة، ذكرى سقوط الخلافة داعيا إلى العمل لاستئناف العيش بالإسلام حينها تدخّل ضابط من الأمن، فتحدّث معه الشابّ بهدوء وبدأ يتفق مع الضابط على أن يمهلهم لإكمال خطابهم 10 دقائق، ولكنّ الجميع -بمن فيهم الضابط- فوجئ بالقنابل المسيلة للدموع تنهمر على رؤوسهم فتفرّق الجمع دون أيّ أعمال شغب أو عنف، وبعدها انصرفت الشرطة وعاد الناس إلى حياتهم الطبيعية، ولم يبدُ في الحيّ بعد وقت قصير أيّ أثر لما حدث سوى أحاديث الناس ونقاشاتهم. وما تصريحات أحد ضباط الأمن في إذاعة موزاييك إلا محض كذب وافتراء يُراد منه تشويه الحزب بعد أن فشلوا في استدراج شبابه ومناصريه إلى أعمال عنف وشغب.
إنّنا إزاء ما حدث نتساءل:
- ماذا يضير حكومة فاقدة للشرعيّة أصلا أن يستمرّ شباب حزب التحرير في حمل دعوتهم؟ وما الذي يُخيفهم من دعوة حزب التحرير إلى استئناف العيش بالإسلام؟
- أم إنّه النهج الجديد القديم ضدّ الحزب عاود هذه الحكومة بعد أن هرول "المنصف بن سليمان" رئيس جمعيّة "لمّ الشمل" ووزيرها رافع بن عاشور إلى المجلس الأوروبي (مستعمر بلادنا وناهب ثرواتنا) يشتكون من حزب التحرير ويفترون الكذب الرّخيص استدرارا لعطف المستعمر وإغراء بالتّدخّل في بلادنا؟
ونقول لهذه الحكومة غير الشرعيّة بأن تعرف قدر نفسها ولا يغرّنّها سكوت الناس المؤقت عليها، ونقول لها إن كانت شرعيّتك مختلسة بالخداع والمراوغة فشرعيّتنا من ربّ العالمين. وإنّنا في حزب التحرير عاهدنا الله على أن نعمل لإقامة شرع الله وقلع الاستعمار وعملائه من بلادنا قلعا.
ولتعلم حكومة العار هذه أنّ حزب التحرير قد امتدّت جذوره عميقا في أنحاء العالم الإسلاميّ، وأنّ دعوة الخلافة استحكمت ولن يستطيع ظالم أن يمنع وصولها إلى غايتها بإذن الله تعالى.