الحضور الكبير والمكثف لحزب التحرير في جميع وسائل الإعلام الدنماركية في الأسابيع القليلة الماضية أثبت حسب خبراء نجاح الاستراتيجية الإعلامية الجديدة التي اتبعها الحزب.
وأشار الخبراء إلى أن أحد أهم العوامل وراء هذا النجاح هو الشخصية الأقوى للممثل الإعلامي شادي فريجه الفلسطيني الأصل، إضافة إلى طريقة اختيار الحزب لأماكن عقد ندواته، ففي حين كان الحزب يعقد نشاطاته في قاعات قريبة من تواجد أبناء الجالية العربية في الدنمارك في العقد الماضي اتجه الحزب خلال العام الماضي إلى تنظيمها في أكبر وأعرق القاعات في العاصمة الدنماركية كوبنهاجن وكانت البداية حين عقد الحزب مؤتمره السنوي في أكتوبر الماضي في قاعة "بيلا سنتر" الشهيرة والتي استضافت قمة المناخ العالمية في عام 2009، ومؤخراً حيث قام باستئجار أكبر قاعات المكتبة الملكية الدنماركية "الماسة السوداء" المعروفة بأهميتها الفكرية والمعرفية لعقد ندوة حول المشاركة الدنماركية في حرب أفغانستان.
وقالت الباحثة كريستينه سينكلير لوكالة الأنباء ريتزاو " يتمتعون في حزب التحرير بفهم جيد للمجتمع الدنماركي ويعملون على الاستفادة من ذلك" وبينت سينكلير أن الحزب قام بتغير إستراتيجيته بعد أن تجاهلته وسائل الإعلام في عامي 2008 و2009.
ويأتي هذا الاهتمام الإعلامي والسياسي بحزب التحرير بعد الجدل الذي أثارته دعوة الأخير لندوة حول مشاركة الدول الاسكندينافية في الحرب على أفغانستان، حيث انتقدت جميع الأحزاب السياسية الدنماركية استخدام الحزب لصور توابيت الجنود الاسكندينافيين القتلى في الدعوة واتهمت الحزب بالتحريض على قتل الجنود الدنماركيين.
ومن جانبه رفض الحزب هذه الاتهامات وقال في بيان نشره على موقعه الإلكتروني "يضفي السياسيون في الدنمارك الشرعية على المشاركة في الهجوم الشرس ضد الشعب الأفغاني ويسعون لتجريم مجرد الكلام عن شرعية مقاومة المحتل، الأمر الذي يكشف وجههم البشع. وإذا كان الحديث عن شرعية المقاومة يعتبر خطاباً عنيفاً، فماذا عن حديث هؤلاء السياسيين الداعم للاحتلال والمؤيد للحرب الغاشمة؟".
هذا وشارك المئات من الدنماركيين، من بينهم ثمانية وزراء في حكومة يمين الوسط وعدد كبير من أعضاء البرلمان، في اعتصام احتجاجي على عقد الحزب ندوته في قاعة المكتبة الملكية الدنماركية، ورفع المعتصمون لافتات تدعوا إلى حظر حزب التحرير في حين رفع آخرون يافطات تؤكد على أن الدنمارك بلد مسيحي وتطالب بطرد أعضاء حزب التحرير من البلاد.
ومع بداية الندوة انتقلت الاحتجاجات إلى داخل القاعة ولكن بشكل صامت، حيث جلس أربعة ضباط من الجيش الدنماركي في وسط الحضور بزيهم الرسمي والأعلام الدنماركية على أكتافهم، وشرحوا أن سبب تواجدهم هو التعبير عن إدانتهم لمواقف الحزب.
ومن الجدير بالذكر أن السياسيين الدنماركيين تسابقوا خلال الأسبوع الماضي لإدانة حزب التحرير والمطالبة بإلغاء الندوة في المكتبة الملكية، الأمر الذي رفضته إدارة المكتبة وأكدت أنها لا تستطيع التمييز بين الجمعيات القانونية في الدنمارك، في إشارة إلى أن حزب التحرير مازال يمارس نشاطاته في إطار القانون الدنماركي.
ننوه إلى أنه تم نشر هذا التقرير في العدد الثاني عشر من جريدة أخبار الدنمارك.
لمشاهدة المظاهرة ضد مؤتمر حزب التحرير بالصوراضغط هنا