نرحب بالإخوة الصحفيين والإعلاميين والمهتمين بوحدة البلاد في هذا المؤتمر الصحفي الذي دعا له حزب التحرير- ولاية السودان بين يدي الاستفتاء الجريمة الذي سيجري مطلع الأسبوع القادم، هذا الاستفتاء المفضي إلى فصل جنوب السودان، ووضع ما يتبقى من السودان في ماكينة التفتيت الأمريكية الغربية.
أيها الإخوة الكرام:
لقد أصبح واضحاً لكم أن أمريكا ومن خلفها الغرب الكافر ودولة يهود هم الذين يعملون لفصل جنوب السودان وتمزيقه، فقد تابعتم رسائل الرئيس الأمريكي أوباما، العاطل عن أي نصر إلا في المسرح السوداني، تابعتم رسائله إلى دول المنطقة ليحصلوا على ضمانات إكمال خطته لتمزيق السودان. ثم لا يكتفي بذلك بل يحرك كل المؤسسات الإقليمية والدولية؛ من جامعة الدول العربية؛ حيث زار أمينها العام السودان بتاريخ 29 /12/2010م، والاتحاد الأفريقي الذي ما انفكت أرتال مسؤوليه تترى على السودان، ومجلس الأمن الذي سيعقد اجتماعاً في 06/01/2011م، كل ذلك لأجل تمزيق بلدنا وإقامة دويلة يهود جديدة في جنوب السودان، تكون وكراً للتآمر على السودان ومصر بل وكل المحيط العربي والإسلامي، فها هو سيل الخبراء الإسرائيليين في مختلف المجالات يتدفق على جنوب السودان، وها هي دولة الجنوب تبدأ في دعم حركات تمرد دارفور.
إن إجراء هذا الاستفتاء هو أخطر جريمة تُرتكب في تاريخ السودان الحديث، وأن الله سبحانه وتعالى سوف يسألنا عن تفريطنا في جزء عزيز من أرض إسلامية رواها الرجال الرجال بدمائهم من قبل، وأن الأجيال القادمة سوف تسألنا عن ذلك.
إننا في حزب التحرير- ولاية السودان، ومن خلال هذا المؤتمر الصحفي نريد أن نبين الموقف الشرعي لكل القوى من هذه الجريمة:
أولاً: إن الحكومة هي المسؤول الأول عن التفريط في وحدة السودان؛ بركونها إلى الذين ظلموا من الكفار الغربيين وتوقيعها على إرادتهم؛ اتفاقية نيفاشا. وإن الواجب في حقها هو الرجوع إلى الحق بإلغاء الاستفتاء، وإبطال اتفاقية نيفاشا والدستور المبني عليها، واستنفار كل القوى العسكرية، والقادرين على حمل السلاح للمحافظة على وحدة البلاد، متوكلين على الله سبحانه وتعالى القاهر فوق عباده الناصر لأوليائه المتقين.
ثانياً: إن القوى السياسية المعارضة التي قبلت بحق تقرير المصير ثم باتفاقية نيفاشا هي شريك في الجريمة والإثم والمعصية لهذه الحكومة، وإن الواجب الشرعي هو أن يعلنوا رجوعهم عن حق تقرير المصير بدلاً عن منافقة الحركة الشعبية والغرب الكافر من خلفها، وتحريك قواعدهم رفضاً للانفصال.
ثالثاً: إن أهل السودان بسكوتهم عن مخطط تمزيق بلدهم يكونون آثمين مستحقين لعذاب الله سبحانه القائل: ]وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ[. والواجب الشرعي في حقهم أن يرفضوا إجراء الاستفتاء، ويرفعوا أصواتهم بذلك، ويكفوا عن دعمهم لهذه الحكومة والقوى السياسية طالما هي سائرة في تمزيق أرض المسلمين التي اؤتمنوا عليها.
إننا في هذا المنبر (منبر سونا) وبتاريخ الأحد غرة رجب 1431هـ الموافق 13 يونيو 2010 قمنا بإعلان حملة لجمع التوقيعات المليونية الرافضة لفصل جنوب السودان عن شماله بإلغاء الاستفتاء، واليوم وعبر هذا المنبر الصحفي نعلن ختام أعمال التوقيعات، وسنقوم غداً الثلاثاء 29 محرم 1432هـ الموافق 04 يناير 2011م بمشيئة الله عند الساعة الثانية عشرة قبل الظهر بتسليم التوقيعات لرئيس الجمهورية بالقصر الجمهوري، وندعو كافة أجهزة الإعلام لحضور هذا الحدث التاريخي.
وإنه إذا لم تستجب الحكومة لنداء الحق والعدل من المخلصين من أبناء البلد، وأصرّت على مضيها قدماً في تنفيذ مخطط تمزيق السودان، وقيام الاستفتاء، فإننا نعلن أن يوم التاسع من يناير هو يوم للحزن في السودان وفي جميع بلاد المسلمين.
أيها الاخوة الكرام:
ننا مسلمون، وهذا الذي وصلنا إليه بعد عقود من مشروع الدولة الوطنية من فشل ذريع، جعلنا عاجزين حتى عن المحافظة على وحدة بلادنا ليؤكد مقولة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (إنا قوم أعزنا الله بالإسلام، فمهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله).
إننا في حزب التحرير- ولاية السودان نقدم لكم المشروع النهضوي بالإسلام؛ الذي يتحقق بإقامة الخلافة الراشدة القادمة بإذن الله تعالى، والتي على أساسها نحافظ على وحدة بلادنا ونطبق الإسلام كاملاً فنعدل به بين الناس ونسعى لتوحيد بلادنا، وتوحيدها مع غيرها من بلاد المسلمين.