بيان صحفي: نصيحة صادقة من حزب التحرير- إسكندينافيا إلى وسائل الإعلام السويدية
التفاصيل
التاريخ الهجري 14 من محرم 1432
التاريخ الميلادي 2010/12/20م
رقم الإصدار: 10 -10
بيان صحفي
نصيحة صادقة من حزب التحرير- إسكندينافيا إلى وسائل الإعلام السويدية
حاولت بعض وسائل الإعلام السويدية في الأيام الأخيرة الربط بين حزب التحرير ومفجر ستوكهولم معتمدة على إشاعات ومزاعم لا أساس لها، وبناءً عليه يتوجب علينا بيان التالي:
حزب التحرير هو حزب سياسي يسعى إلى استعادة دولة الخلافة الإسلامية في العالم الإسلامي، حيث يتوق الناس لتغيير الأنظمة الحالية المستبدة بأنظمة الإسلام العادلة التي تتفق مع قناعاتهم وقيمهم. أما في الغرب فإن الحزب يهدف إلى الحفاظ على هوية المسلمين، كما ويسعى إلى إزالة الأحكام المسبقة عن الإسلام والتي تحاول بعض وسائل الإعلام وبعض السياسيين نشرها عبر حملات التشهير والأكاذيب. ويدعو الحزب في الغرب لأنظمة الإسلام عبر إقامة النقاشات مع المهتمين وتوضيح الإسلام باعتباره بديلاً عن النظام الرأسمالي الذي تسبب بمشاكل اقتصادية وسياسية واجتماعية كبيرة.
تأسس حزب التحرير منذ ما يزيد عن نصف قرن وهو معروف في العالم الإسلامي وخارجه، ويقتصر في طريقته للوصول إلى هدفه على أعمال سياسية وفكرية بحتة. وبالرغم من الضغوطات التي يتعرض لها أعضاؤه في العالم الإسلامي، ومحاولات تجريمه في العالم الإسلامي وخارجه، فهو لا يستخدم الأعمال المادية والعسكرية للوصول إلى غايته. وهناك العديد من التقارير والدراسات الجادة التي تؤكد أن الحزب لم يستعمل أي وسائل غير سلمية لتحقيق أهدافه، ومن بينها الدراسة التي قدمها المدعي العام الدنمركي في عامي 2004 و 2008 والتي خلصَت إلى "أنه لا يوجد شي غير قانوني في أهداف حزب التحرير ولا في أعماله ولا أنشطته"، وهذه حقيقة لا يمكن حجبها ببعض المقالات التي تفتقد إلى الجدية وتهدف إلى الإثارة.
إن موقف حزب التحرير من قتل المدنيين واضح؛ فالإسلام لا يجيز قتل الأبرياء بغض النظر عن مكان تواجدهم، وحتى خلال الصراعات العسكرية فإن الإسلام يميز وبوضوح بين المدنيين والعسكريين. ولقد تلقينا النبأ بقلق بالغ وتملكتنا الخشية من أن يُستغل هذا التفجير من قبل بعض القوى لتعزيز أجندتها السياسية الخاصة من خلال تشويه صورة الإسلام والمسلمين في السويد.
إن السويد لا تشتهر بالتعصب والانغلاق تجاه الأجانب كما هو الحال في باقي الدول الاسكندينافية ودول أوروبا، ولذا فإن المجتمع السويدي لا يعاني نفس التوترات التي تعانيها الدول الأوروبية الأخرى. فإذا أرادت السويد إن تحافظ على هذه الحال فلا بد من كبح الأصوات الغوغائية، الساعية للاستقطاب، ومنعها من التحريض على الكراهية. فالتاريخ والحاضر يجعلنا ندرك كيف أن الأفكار المعادية للأجانب قادرة على التجذر في أوروبا، الأمر الذي يؤدي في أحسن الأحوال إلى الكراهية والتمييز والعنف، بل قد يؤدي إلى التهجير وجرائم الحرب. وفي هذا السياق يمكن اعتبار قناص مالمو إنذارا مبكرا، ولذا فإن جميع الأطراف تتحمل مسؤولية منع هكذا تطور. وبناءً عليه فإننا نحث العقلاء من مواطني وإعلاميي السويد على عدم تقليد دول الجوار في تشويه الإسلام واحتقار المسلمين لأن ذلك لا يقود إلا إلى الاستقطاب الخطير في المجتمع.
وأخيرا فإننا نتوجه إلى الصحفيين ووسائل الإعلام الباحثين عن الإثارة بالقول: إذا كنتم تريدون تسليط الأضواء على أولئك الذين يجلبون التعصب الأعمى ضد الغرب والذين يدفعون بعض الشباب إلى "التهور"، فإنكم لن تجدوا ذلك عند حزب سياسي كحزب التحرير، ولكن في استطاعتنا أن نوفر لكم قائمة متواضعة من بعض العوامل الكامنة وراء مثل هذه الكراهية:
1. احتلال أراضي المسلمين، وتشريد الأبرياء، والتعذيب الوحشي والقتل الجماعي للمدنيين من أجل "نشر الديمقراطية" في تلك البلدان، ما يعني عملياً ترسيخ نفوذ الغرب من خلال أنظمة عميلة تتكون من أمراء حرب مجرمين وسياسيين فاسدين، كما هو الحال في أفغانستان والعراق.
2. الاعتداءات والقتل المتكرر للأبرياء الذي يقترفه الاحتلال اليهودي في فلسطين المدعوم من حكومات الغرب ووسائل إعلامه.
3. دعم الحكومات الغربية للعديد من الأنظمة الديكتاتورية في العالم الإسلامي، حيث تعاني الشعوب من الطغيان والقهر.
4. عبث الغرب في شؤون الحكومات في بلاد المسلمين من أجل نهب الثروات الطبيعية لصالح الشركات الغربية وترك شعوب هذه البلاد ترزح تحت الفقر والحرمان.
5. سياسات الدمج التي تمارسها حكومات الغرب والتي تهدف إلى تذويب المسلمين في نمط الحياة الغربية، وتنكر عليهم حقهم في الحفاظ على قيمهم وهويتهم الإسلامية.
6. التحريض على إهانة المسلمين والنيل من حرماتهم وإضفاء الشرعية على ذلك تحت مسمى حرية التعبير.
إننا نحث الصحفيين الجادين، الواعين على مسؤوليتهم، على التعمق في دراسة هذه النقاط وإبرازها في تغطيتهم الصحفية والإعلامية إذا ما أرادوا إزالة الفجوات بين العالم الإسلامي والغرب، مع علمنا بوجود العديد من الصحفيين غير المبالين، الذين يركبون موجة العداء للإسلام بغية الشهرة عبر مقالات معدومة المصداقية حتى لو تسببت بعواقب وخيمة تنعكس على المجتمع بأكمله.