أوردت جريدة الصباح في عدد الاثنين 22/11/2010 نقلاً عن صحيفة نيويورك تايمز أن (جوزيف بإيدن) نائب الرئيس الأمريكي قال: إن على بلاده الاستمرار في لعب دورها في العراق لترسيخ (تقدُّمه)! وأنهم لن يتخلوا عن التزاماتهم؛ لأن القوات الأمنية العراقية غير جاهزة بعد لتولي الأمور، كما أنهم سيبذلون الأموال اللازمة لذلك رغم الصعوبات الاقتصادية.. انتهى كلامه
إن مما لاشك فيه أن أمريكا الغازية هي المسؤول الأول عما أصابنا من خراب ودمار وقتل وتهجير وغيرها من فظائع وفضائح.. وأنها ماضية في تسويق الأكاذيب عبر مسميات "العملية السياسية" و"الاتفاقيات الأمنية" و"السيادة" و"الدستور" لخداعكم وتعمية الحقيقة المُرَّة؛ ألا وهي الاحتلال الدائم والهيمنة الكاملة على شؤون العراق ومقدراته، يساعدهم في ذلك من نصبوا حكاماً علينا، وصدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ يقول: «إذا لم تستحي فاصنع ماشئت» وتحقق فيهم قول القائل:
علم ودستور ومجلس أمة كل عن المعنى الصحيح محرف
أسماء ليس لنا سوى ألفاظها أما معانيها فليست تعرف
وإلا فخبرونا بربكم: كيف ينسجم هذا التصريح الجديد مع ما سبق من تأكيدات قادتهم العسكريين في طول العراق وعرضه على جاهزية القوات الأمنية العراقية وقدرتها على تحقيق الأمن بعد الانسحاب الأمريكي المزعوم أمثال الجنرالات (ستيفن لانزا، تيري وولف، فينسنت بروكس)، بل ذهب أحدهم (الجنرال تيري وولف) إلى أن مخاوف الساسة العراقيين بهذا الخصوص أمر بعيد عن الحقيقة.
إن هذه التصريحات وأمثالها لتؤكد ما حذرناكم منه أكثر من مرة، من أن أمريكا لم تأت من وراء البحار ولم تنفق الأموال الطائلة وتخسر الآلاف من جنودها مع اهتزاز هيبتها في العالم..، لم تقم بذلك كله لتسلم العراق لأهله ثمَّ ترحل، فلا تصدقوا كل ما ترون، ولا نصف ما تسمعون، وإنّه لا نجاة لنا ولا خلاص إلا بالعودة لديننا وحكم ربنا، في ظل الخلافة راشدة على منهاج النبوة بإذن الله: {ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ}، فاعملوا مع العاملين لها، ويومها سيطرد كل كافر ومستعمر آذى المسلمين في ديارهم.