يوم كارثي جديد من أيام العراق الدامية ـ وكل أيامنا باتت دامية ـ فهذه بغداد العاصمة.. دار السلام، تعصف بأهلها مساء الثلاثاء 2/11/2010 تفجيرات مدمرة تضربها من أركانها الأربع, وفي أكثر من (20) منطقة منها, وكان من حصيلتها عشرات الشهداء ومئات الجرحى من الأبرياء وخراب شامل للمباني والممتلكات، يحصل كل هذا في ظل حكومة هزيلة فرضها الاحتلال الأمريكي الغاشم, ليس لها وجود على أرض الواقع ماخلا أمرين: دهم وقتل, ونهب للمنافع والمال العام.
وقد يعجب الناظر من حصول هذه الكوارث مع تلك الكثرة المفرطة من الجيش والشرطة، وأمثالها من قوات الأمن الأخرى، وهم مدججون بالأسلحة والآليات.. لكن ذلك العجب يتلاشى إذا أخذنا بالاعتبار ضعف التدريب, وانعدام الخبرات, وتنوع الولاءات، فكل ذلك يحول دون إحراز الأمن المنشود، وبرهان ذلك عملية [تحرير] رهائن كنيسة النجاة التي انتهت بمصرع ما يزيد على (50) قتيلاً و(70) جريحاً، وهم في الحقيقة كل الحاضرين للصلاة أو جلّهم، فهي عملية فاشلة بامتياز.
والسؤال الذي يفرض نفسه بقوة: إلى أي مدى تستمر حوارات تشكيل الحكومة من طاولة إلى أخرى، ومن نقاش [شفاف] لآخر أكثر [شفافية] بعد مرور (7) أشهر ونيف على الانتخابات المزعومة، وكم من الدماء ستسيل قبل أن يرعوي هؤلاء؟
يا أهل العراق:
إنها لمهزلة قل نظيرها، وإنّ حساب هؤلاء الحكام لعسير عند الله عز وجل: (وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ)، ولن تُعتق الأمة مِنْ هؤلاء وممن وراءهم من دول الكفر الطغيان، إلا باستئناف الحياة الإسلامية، وذلك بإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي بشرنا بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قائلاً: ((ثمَّ تكون خلافة على منهاج النبوة)).