بأسلوب رخيص قامت أجهزة الأمن الأردنية في نهاية الأسبوع الماضي باعتقال بدر الدين صادق (أبو الصادق)، أحد أعضاء حزب التحرير المعروفين، الذي جاوز السبعين من العمر، والذي يعاني من أمراض القلب، فقد أجرى سابقا عملية قلب مفتوح.
وقد حصل ذلك الاعتقال عندما اتصل به أحدهم وادعى أنه من موظفي المختبر في مستشفى جبل الزيتون في الزرقاء، وطلب منه مراجعة المختبر لأخذ نتائج الفحوص التي عملها، فأجابه أبو الصادق أنه قد أخذها، وبعد أخذ ورد بينهما استجاب أبو الصادق وذهب إلى المستشفى. وهناك فوجئ بأنه لم يتصل به أحد من المستشفى، وأثناء ذلك أحاط به بعض الرجال بلباس مدني وقالوا إنهم من (الأمن الوقائي) وأخذوه معهم، وقد عرجوا على مكتبه في الرصيفة وفتشوه، ثم على بيته في الزرقاء وفتشوه أيضا، ثم أودعوه السجن، ولا زال فيه.
لقد تبين أن الرجل الذي اتصل به وادعى زورا أنه من موظفي المختبر في مستشفى جبل الزيتون هو من رجال الأمن، هذا الرجل الذي ليس له من اسمه نصيب، لأن وظيفة رجل الأمن أن ينشر الأمن والأمان وأن يشعر الناس بالاطمئنان بوجوده، لا أن ينتحل شخصية الغيرِ، ويستخدم الكذب والخداع والتزوير للوصول إلى هدفه. ولكن ذلك ليس غريبا، لأن الهدف من تلك الاعتقالات هدف وضيع، وهو الوقوف في وجه الدعوة لاستئناف الحياة الإسلامية ومنع إقامة دولة الخلافة، ولكن... هيهات... هيهات... فالله جل جلاله قد وعد -ووعده الحق- أن يحبط كل مساعي الذين يريدون أن يقفوا في وجه عودة الإسلام إلى كل شؤون الحياة.
لقد استدرجوه بعيدا عن مكان سكنه وعمله، اللذين عرف فيهما لكل الناس بجهره بدعوته التي لا يخشى فيها لومة لائم، فهو دائم الاتصال بالناس يدعوهم إلى العمل لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة، ولكن الذين اعتقلوه يعلمون أن اعتقاله من وسطه الطبيعي، من مكان سكنه أو عمله، سيعرضهم للعنة الناس واستنكارهم، تلك اللعنات والاستنكارات التي سمعوها في أماكن عدة، وسيسمعونها دائما.