لا تزال الأمة تضرب أروع الأمثلة في الفداء وتثبت أنها أمة حية قد تمرض لكنها لا تموت ولا يتودع منها أبدا، وكلما خبت نيران الغضب في قلوب أبنائها أشعل المخلصون جذوتها وأناروا لهم سبل النيل ممن تطاولوا على أمتهم وانتهكوا حرماتها ودنسوا مقدساتها وسفكوا دماءها، ففي هذا اليوم السبت 2023/6/3م، هاجم جندي مصري غاضب لله ورسوله ودينه جنديين من يهود فقتلهما ثم هاجم من جاؤوا بحثا عنهما فقتل واحداً وأصاب الثاني، وبادر يهود معلنين عما حدث وهم في حالة الصدمة فلم يتوقعوا أن تأتيهم الضربة من جنود مصر الذين يعلن قادتهم أن مهمتهم هي تأمين كيان يهود، فأتاهم هذا الشاب من مأمنهم، ليحيي ذكرى سليمان خاطر وغيره ممن نالوا من يهود وأثلجوا صدور أمة مكلومة.
إن هذا العمل وإن كان فرديا إلا أنه ليس حدثا عابرا بل يدل على ما يعتمل في نفوس الجند من غضب وما هم مستعدون للقيام به فعلا ردا على ما يفعله يهود بأهلهم في فلسطين، كل هذا يدل على انفصال القادة والنظام عن الجند وعن الناس، وأن من ستلوح له شبه فرصة سيصب غضبه على علوج الكيان المسخ، وهو خاضع لهذا النظام العميل الذي يحمي كيان يهود ويحول بين الناس وبين اقتلاعه ولو بأيديهم العارية، فكيف لو اقتلع هذا النظام وأصبح الطريق ممهدا أمامهم لتحرير كامل فلسطين، كيف سيكون حال يهود حينها؟!
أيها المخلصون في جيش الكنانة: إن واجبكم الحقيقي ليس تأمين كيان يهود ولا حماية نظام يحميه ولا الانشغال بالتجارة والزرع وغير ذلك مما يلهيكم به النظام ويشغلكم عن دوركم الحقيقي ويلقمكم إياه على سبيل الرشوة والسحت، عافاكم الله منه، وإنما واجبكم الحقيقي هو حماية الأمة ومقدساتها، فكيف تنتهك مقدساتها وتغتصب أرضها وفيكم عرق ينبض؟! وكيف تلقون ربكم وأحكامه معطلة ودولته التي ترعاكم وتحمي مقدساتكم غائبة، وأنتم أحفاد الفاتحين العظام؟! فأعيدوا سيرة أجدادكم وانصروا دينكم وأروا الله منكم ما يحب بنصرة العاملين لتطبيق دينه وإقامة دولته.
أيها المخلصون في جيش الكنانة: إن هذا الشاب البطل ومثله كثيرون بينكم يتحرقون غضبا لله وحرماته ومقدساته ولا يحول بينهم وبين نصرة الإسلام إلا هذا النظام العميل. وإن الطريق الصحيح لتحرير فلسطين يبدأ باقتلاع هذا النظام من جذوره بكل أدواته ورموزه، وتطبيق الإسلام كاملا شاملا في دولته الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي ستعلي راية الجهاد وتحرر البلاد وتعيد سيرة الخلفاء العظام هارون الرشيد والمعتصم، من يلبون النداء ويغضبون لله عز وجل فتكون غضبتهم فتحا ونصراً. نسأل الله أن يفتح على جند مصر المخلصين وأن يجعل إقامة دولته على أيديهم، اللهم آمين.
﴿وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴾
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر