بسم الله الرحمن الرحيم
تعزية حزب التحرير في شهداء الزلازل التي حلت في تركيا وسوريا
﴿الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾
إلى الإخوة والأخوات الأعزاء حملة الدعوة في تركيا وسوريا، وإلى حملة الدعوة بعامة...
إلى الأهل الصابرين والمحتسبين في تركيا وسوريا، وإلى أمة الإسلام بعامة...
يقدم حزب التحرير التعازي في شهداء الزلازل التي حلت في كل من تركيا وسوريا، ويسأل الله العلي العظيم أن يكتبهم عنده في شهداء الآخرة مصداقاً للحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «... الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ الْمَطْعُونُ وَالْمَبْطُونُ وَالْغَرِقُ وَصَاحِبُ الْهَدْمِ وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»، وصاحب الهدم أي الذي يموت تحت الهدم..
وندعو الله تبارك وتعالى أن يمن بالشفاء العاجل على الجرحى والمكلومين، شفاء عاجلاً تاماً لا يغادر سقماً..
ونسأله تعالى للذي نجا منهم حياةً طيبة يقضيها في طاعة الله سبحانه وطاعة رسوله ﷺ فضلاً من الله ونعمة..
لقد كشفت مصيبة الزلزال هذه أن الإسلام مستقر في أعماق المسلمين، فقد كانوا وهم ينقذون إخوانهم من تحت الركام يكبِّرون، فلا يفارق التكبير ألسنتهم خاصة وهم ينقذون طفلاً ولدته أمه وتوفيت تحت الركام في جنديرس منطقة عفرين.. أو وهم يحاولون إخراج امرأة من تحت البناء المهدم في غازي عنتاب فتطلب قبل إخراجها غطاء لرأسها حتى لا ينكشف شعرها.. أو ذاك الذي ينادونه من تحت الأنقاض في مدينة كهرمان ليخرجوه فيطلب أولا الماء للوضوء والصلاة حتى لا يفوته الوقت.. وخلال كل ذلك يصدع التكبير الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر..
إن المؤمن ليس مثل غيره من الناس، فهو يعلم أن قضاء الله لا راد له وأنه يكون لحكمة يعلمها الله سبحانه، ولذلك فإنه يصبر على ما أصابه طالباً رضوان ربه، يقول ﷺ في الحديث الذي رواه مسلم عَنْ صُهَيْبٍ: «عَجَباً لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ».
إن المصائب تنزل تترى في بلاد المسلمين، فلا يخلو بلد من بلادنا من مصاب: فزلازل وفيضانات، وجفاف وقحل، وحروب واقتتال، وفقر وجوع... ومع أن ما يسمى بالكوارث الطبيعية هي في دائرة القضاء، ولكن اتخاذ الاحتياطات اللازمة والرعاية الصحيحة للمسلمين دون تقصير هي واجبة على الدولة التي ترعى شئونهم.. فلو كان للمسلمين دولة خلافة لوحدت كلمتهم ولجمعت شملهم، ولواستهم عند مصائبهم فحملت عنهم ورعت شئونهم وأخذت بيدهم إلى كل خير، ولاستغنوا بذلك كله عن معونة غيرهم.
رحم الله موتانا، وشفى الله جرحانا، وتولى الله برعايته الناجين من تلك المصيبة.. ونعيد ما بدأناه ﴿الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾ وإنا لله وإنا إليه راجعون.
أخوكم عطاء بن خليل أبو الرشتة
أمير حزب التحرير
الثامن عشر من رجب 1444هـ
التاسع من شباط 2023م