حزب التحرير يحاور نخبة من المحامين والسياسيين والصحفيين
في أمسية رمضانية في بيت جالا
عقد شباب حزب التحرير في بيت لحم أمسية رمضانية مفتوحة شارك فيها ناشطون ومهتمون في المدينة من المسلمين والنصارى، وعقدت في حديقة البط في بيت جالا وضمت نخبة من المحامين والسياسيين والصحفيين. واستضافت عضوي المكتب الإعلامي للحزب: الدكتور ماهر الجعبري والدكتور مصعب أبو عرقوب، ناقشا فيها خيرية الأمة الإسلامية للناس ومشروعها السياسي العالمي.
ودار النقاش السياسي والفكري بشكل منفتح وبجو من الاحترام، وأثنى الحضور على تميز وإيجابية الحوار في اللقاء، وتساءل المحاورون حول دولة الخلافة، وطرحوا أفكارا حول العيش المشترك: إذ تساءل الصحفي والسياسي في الجبهة الشعبية حسن عبد الجواد عن قبول الآخر والتنوع، وكذلك طالب بموقف واضح للحزب فيما يخص السلفية الجهادية وتنظيم الدولة الإسلامية، مؤكدا على تساؤل للأكاديمي بلال المحاضر في جامعة بيت لحم ومن تنظيم الدولة الإسلامية، والذي تساءل أيضا عن الضمانات التي يقدمها حزب التحرير لتطبيق الإسلام.
وتحدث المحامي انطوان سلمان عضو المجلس البلدي في بيت لحم عن العيش المشترك وعن الدولة المدنية كنموذج سياسي. أما المحامي رو كروك فتساءل عن شكل وضيعة الخلافة وكيفية الوصول إلى رؤيتها وكيفية ضمها للبلدان، وتساءل لماذا تم تهجير القبائل العربية من الجزيرة، وقال: أين أنتم من "العهدة المحمدية" وبعدها العمرية.
وعلّق الكاتب الشيخ أحمد أبو زر بأن المسلم يهتم بالبشرية وتساءل عن طبيعة الحرب أدفاعية أم هجومية. وفي مداخلة للصحفي والسياسي حمدي فراج ركز على إعمال العقل وتحدث عن الصراع الدموي والاضطهاد لنصارى الشرق وتساءل عن الانبثاق السياسي لمفهوم الدولة في التاريخ الإسلامي. أما الشيخ عبد المجيد عطا مفتي بيت لحم فأثنى على اللقاء وطبيعته، وتحدث عن التسامح الاسلامي، وأنه يحفظ الحقوق لا يهضم حقوق المقيمين في الدولة الاسلامية. وشارك في الأمسية أيضا المحامي البارز ماجد عودة.
وفي إجاباته، بيّن الدكتور ماهر الجعبري أن الإسلام مبدأ لدولة تكون للناس وليست خاصة بالمسلمين، وأن المسلم يلتزم قوانينها تعبدا، بينما يلتزم غير المسلم ذلك كتنظيم سياسي واقتصادي. وأكّد الجعبري أن الخلافة بشرية وليست إلهية ويعيش فيها المسلمون وغير المسلمين بأمان ويشاركون في ملكيات الأمة العامة كالنفط والموارد الطبيعية، وأن لغير المسلمين ما للمسلمين من إنصاف وعليهم ما علي المسلمين من انتصاف.
وبيّن الدكتور مصعب أبو عرقوب أن الحزب لا يتصل بما يسمى بالمجتمع الدولي ولا يقدم أي ضمانات لأي دولة أو هيئة دولية، وأن الحزب يتكفل بتطبيق مشروع الدستور الذي قدّمه للأمة الاسلامية والمنبثق من كتاب الله وسنة رسوله عليه السلام، ويطلب من الأمة الممثلة في مجلس الأمة أن تحاسبه على ذلك التطبيق، وأوضح أن حزب التحرير قد عرض مشروع دستور الخلافة القادمة على الأمة.
وفيما أكد الجعبري أن الحزب يخوض كفاحه ضد الحكومات لا ضد الحركات أو التنظيمات، أوضح أنه في حالة تناصح مع الجميع، ولكنه يعمل ويتحرك بدون علاقات تنظيمية مع التنظيمات، والحزب يدين الجرائم التي يرتكبها تنظيم الدولة ومن ضمنها قتل شباب من الحزب وكذلك تشويه فكرة الخلافة عبر التطبيق المشوه للإسلام.
وأوضح أبو عرقوب أن الدولة ككيان تنفيذي لمجموعة الأفكار والقناعات والمقاييس أقامها الرسول عليه السلام فور وصوله المدينة المنورة، بعد مبايعة قبائل الأوس والخزرج له، وأن الرسول عليه السلام كان يحمل مشروعا متكاملا واضح المعالم منذ الفترة المكية، فقد كان يدعو إلى عبادة الله كما كان يطرح منظومة من التشريعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تحل مشاكل الانسان وتربط سلوكه بتعليمات الوحي.
وأكد أبو عرقوب على أن نصارى الشرق لم يهاجروا إلا بعد زوال حكم الاسلام بانهيار دولة الاسلام، وأن الهجرة قد بدأت مع تدخل الدول الاستعمارية في شؤون الخلافة العثمانية، وهو ما يتعارض مع الاحكام الشرعية التي تحرم التدخل الخارجي، وقال أن الظلم لحق بحاملي التابعية للدولة الاسلامية بعد زوال حكم الاسلام أو ضعف تطبيقه.
واعتبر الجعبري أن سؤال المحامي كروك أين أنتم من "العهدة المحمدية" هو استنهاضي للأمة الإسلامية، أما في شقه الاستعلامي عن موقف الحزب فبين أن الحزب مثلا أصدر بيانا سياسيا جليا ضد تهجير مسيحي العراق، وهو حفظ حقوقهم ووجودهم.
وركز الجعبري أن ما يشهده العالم من صراع دموي هو انعكاس لصراع حضارات بين الرأسمالية العالمية وبين الإسلام وليس حروبا دينية، وأن الحروب هي مدافعة لتحقيق مصالح، وأن تصنيف الحروب الدفاعية هو محاولة تضليل غربية، وتساءل كيف يمكن النظر لحرب أمريكا على العراق هل هي دفاعية؟ وحول اضطهاد نصارى الشرق قال إن المسلمين مضطهدون كما النصارى تحت هذه الأنظمة الاستبدادية وفي ظل الهجمة الاستعمارية.
وأوضح الدكتور مصعب أن رسالة الإسلام جاءت لتحرر الانسان كل الانسان بغض النظر عن دينه أو عرقه من العبودية للأصنام والأهواء والتشريعات البشرية التي تخدم المستبدين والطغاة على مر العصور ليعيشوا في ظل أحكام مصدرها الخالق عز وجل تضمن السعادة والعدالة لهم
{imagonx}015/7/betlahem715{/imagonx}
14/7/2015