منابر شرعية أم منابر سلطانية؟!
عممت وزارة الشؤون الإسلامية السعودية، على الأئمة والخطباء بحظر تناول المسائل السياسية في خطب الجمعة والدروس في المساجد، وعدم التعرض لـ"الدول والمؤسسات والأشخاص" تصريحا أو تلميحا، وعدم "الاعتداء في الدعاء".
سياسة قمعية دكتاتورية تتبعها الأنظمة الجبرية في كل بلاد المسلمين سواء عممت ذلك ورقيا أم طبقته عملياً كما فعلت السلطة عندما هدد هباشها الخطباء قائلاً لهم (من يأكل من مغرفة السلطان يضرب بعصاته)، فهذه الأنظمة تريد تكريس فصل الدين عن الحياة بل تريد تسخير منابر رسول الله صلى الله عليه وسلم خدمة لأجنداتها المرتبطة بالمستعمرين.
وللدلالة على ذلك فالمنابر في مكة والمدينة يلهج خطباؤها بالدعاء لحكام السعودية ومدح خوضهم الحروب بالوكالة عن أمريكا ودخولهم في التحالف الدولي الصليبي، فهل هذا خارج السياسة؟!
إن الأنظمة الجبرية لا تريد للمنابر والمساجد أن تستعيد دورها الريادي في توجيه الأمة وتوعيتها، بل تريدها مؤسسة دولة تسبح بحمدها وتستر جرائمها وتبرر أفعالها ولو كانت تخالف الكتاب والسنة!.