لسان حال القضاة والحقوقيين: "أكلت يوم أكل الثور الأبيض"
أغلقت الأجهزة الأمنية، أمس الاثنين، محيط مجمع المحاكم في مدينة البيرة ومنعت قضاة ومحامين من دخوله، لعقد مؤتمر صحفي للمطالبة بحل المجلس الانتقالي والدعوة إلى تشكيل مجلس قضاء أعلى دائم، كذلك منعت وسائل الإعلام والمؤسسات الحقوقية من الدخول لمجمع المحاكم، من جانبها دانت مؤسسة "الحق" منع القضاة والمحامين ووسائل الاعلام ومؤسسات حقوق الإنسان من دخول مجمع المحاكم، وتابعت مجريات الأحداث أمام المجمع وتحويل منطقة المحاكم إلى ثكنة عسكرية، وترى الحق أن قرارات ندب القضاة جاءت مخالفة للمبادئ والقواعد الناظمة لحالات ندب القضاة، وتشكل انتهاكاً لأحكام القانون الأساسي الفلسطيني وقانون السلطة القضائية، وتشكل اعتداءً صارخاً على مبدأ استقلال القضاء والفصل بين السلطات، وتهدم قيم النزاهة والشفافية كأساس للحكم.
يكفي هذه الواقعة لتكون دليلا على صحة وصدق ما كررناه مرارا من أنّ عدم الوقوف في وجه السلطة الفلسطينية سيؤدي إلى تغولها ومزيد من الغطرسة والعنجهية، وأنّ شعارات القانون والدستور والقضاء والسلم الأهلي لدى السلطة ما هي إلا أحصنة طروادة تضحك بها على السذج والبسطاء وتدلس فيها على الناس أمورهم ومعاشهم، فالقانون والقرارات والمحاكم والسلطة التنفيذية والتشريعية والأجهزة الأمنية وكل مؤسسات السلطة ليست سوى أدوات العصابة المسماة بالسلطة الفلسطينية، وهي تسخر من تلك الأحجار والأدوات كلا بحسب الحاجة والحال لتمرير المؤامرات وحياكة المكائد ومحاربة الناس في دينهم ودنياهم وأعراضهم وأرضهم. فعلى كل مخلص وشريف أن يعلن البراءة من السلطة وأجهزتها وقانونها وكل مؤسساتها ومخرجاتها، فهي شجرة خبيثة لا تنبت إلا ثمرا خبيثا. وعلى الكل الوقوف في وجه غطرسة السلطة وعنجهيتها التي لن تتوقف عند حد، فبالأمس واليوم تعتدي السلطة وتعتقل وتسجن المخلصين، واليوم تعتدي على الحقوقيين والقضاة أنفسهم!