كوشنر يكشف المزيد عن تفريط السلطة حتى فيما يتعلق بالقدس
قال جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترمب في تصريحات لقناة العربية: "إن الخلاف حول أين تقع العاصمة في "صفقة القرن" لم يكن من الأساس خلافا فلسطينيا، لكن الأردن هي من أثارت ذلك وهو أمر مقبول". وقال "لدينا خريطة وسيتم الإعلان عنها ليطلع عليها جميع الأطراف بدل من استخدام المفاهيم، وحاولنا أن نكون دقيقين لأن الكلام قد يحور".
لقد بدا واضحا على موقف السلطة الفلسطينية من إعلان ترامب الصخب والقرقعة دون تغيير أو تبديل، فهي لم تخلع يدها من اتفاقية أوسلو الخيانية التي شكلت الأرضية لكل التنازلات الماضية والحالية وصولا إلى صفقة القرن، ولم تكفر السلطة بالشرعية الدولية والقرارات الأممية التي ضيعت قضية فلسطين قضمة قضمة، ولم تتراجع السلطة عن تنسيقها الأمني مع كيان يهود ودورها في حفظ أمنهم وكيانهم الغاصب، حتى أنها لم تأت على ذكر موقفها الحالي من قضية اللاجئين أو الحدود أو الأسرى واكتفت بما فيه صخب إعلامي وتضليل بالحديث عن ضرورة أن تكون القدس الشرقية وليس القدس كلها عاصمة لدولة فلسطين المرتقبة. وهذا الموقف الهزيل الذي طغا عليه الصخب دون التغيير الحقيقي في ظل المهلة التي أمهلهم إياها ترامب، الأربع سنوات، وفي ظل تصريح كوشنر أعلاه ينذر بأنه ليس مستبعدا على السلطة أن تسير في تهيئة الأجواء كما سارت من قبل لتجعل من صفقة الخزي بعد سنوات انجازا كما فعلت من اتفاقية أوسلو الخيانية انجازا من قبل، طالما أن ما يبدو رفضا من السلطة ليس نابعا من التمسك بالأرض والمقدسات، بل هو رفض تؤكد معه التزامها بحل الدولتين الخياني والعيش بسلام جنباً إلى جنب مع كيان يهود.