عباس وأمام زمرة الخائنين أمثاله لا يخجل من التذكير بدور السلطة الخياني في حفظ أمن يهود!
إنّ ما جاء على لسان رئيس السلطة اليوم في اجتماع القاهرة من تبجح حول الخدمات الأمنية الكبيرة التي تقدمها السلطة لكيان يهود ليؤكد أن السلطة لا زالت في غيها القديم، بل لا تزال تصر على الحنث العظيم، وهي ماضية في طريق الهلاك و الهاوية، هذا الطريق الذي أوصل البلاد والعباد من أهل فلسطين وقضيتهم إلى أن تُصفى في الصفقات الرخيصة بعد أن دخلت السلطة بابه العريض بصفقة أوسلو، وإنّه ليؤكد كذلك أنّ السلطة لا تزال ترى أنّ سبب وجودها ومبرر بقائها إنما هو بما لها من "دور وظيفي" في خدمة الاحتلال وأمنه وتقديم المعلومات الأمنية الفريدة والغالية، و لذلك تراها تذكر يهود في كل مناسبة بهذا الدور وتسوق نفسها وأهميتها في خطاباتها على أساسه، ولسان حالها يقول: "إن كان أساس الحلول والتسويات والصفقات هو مصلحة الاحتلال وأمنه فلا تنسوا أننا الدعامة الرئيسية فيه". لقد تكلم رئيس السلطة قبل أيام عن النية في تغيير ما أسماه هو نفسه ب "الدور الوظيفي" للسلطة، ولكن التصريحات المتتالية للسلطة ورجالها تؤكد أنهم يبحثون عن "الموقع الوظيفي" مما يجري وليس عن تغيير في "الدور الوظيفي" الذي يؤكدون على الالتزام فيه باستمرار.
إنّ سلطة هذا حالها ونهجها وهذه رؤيتها لنفسها، فكما أنها ليست مؤتمنة على قضية الأرض المباركة بعد أن أوردتها المهالك، فهي ليست مأمونة كذلك في أن لا تنصاع لصفقة القرن أو أية صفقة من مثلها بعد أن أعلنت رفضها، وخاصة أنها سبقت وادعت رفض أمثالها وبعد ذلك قبلت.
إنّ قضية الأرض المباركة ليس لها رؤية سوى الإسلام "الشرعية" وهي أنها قضية أرض مغتصبة يتوجب تحريرها من قبل أبناء أمتها وعسكرها والجيوش، وليست رؤية "الشرعية الدولية" التي تضييع ما تبقى من الأرض من خلال وكيل فاشل ب"سلطة وظيفية" دورها الأساس خدمة المحتل.