حراك الضمان يكشف عن وعي أهل فلسطين على فساد السلطة وتأمرها على الناس
في مظاهرة حاشدة ضد قانون الضمان الاجتماعي أمام مقر الحكومة الفلسطينية برام الله قبل أيام، اعتلت المعلمة سمر حمد منصة الخطابة، وقالت "لن أقتطع فلسا واحدا عن أطفالي لأعطيه للحكومة". وقال النائب في المجلس التشريعي حسن خريشة إن "الجماهير التي تخرج بالآلاف لتنحاز إلى لقمة عيشها تعبر بدقة عن عدم ثقة بالسلطة وبتأمينها على أموالهم"، مستذكرا مصير صندوق الاستثمار الفلسطيني "الذي تعرض لفساد كبير قبل سنوات وأدى إلى اختلاس الملايين من أموال الفلسطينيين". أما عضو الائتلاف الفلسطيني لمكافحة الفساد مجدي أبو زيد فقد كشف عن استطلاع رأي حديث أجراه الائتلاف، يظهر أن نحو 80% من الفلسطينيين يعتقدون بوجود فساد في المؤسسات الفلسطينية، فيما يعتقد 70% أن الفساد في ازدياد وأن كبار الفاسدين يفلتون من العقاب.
مع اختلاف بسيط في أسباب رفض أهل فلسطين لقانون الضمان الاجتماعي إلا أنّ ما هو محل اتفاق أنّ السلطة بمؤسساتها فاسدة وغير مؤتمنة على أموال الناس، وهو ما يبدد الوهم الذي تدعيه السلطة بأنها تمثل أهل فلسطين ويكشف عن حقيقة قناعة الناس بأن السلطة إنما تفكر دوما في كيفية استغلال الناس، وهي كاذبة في ادعائها السعي لضمان الحقوق أو مساعدة الضعفاء، وهو ما تؤكده بنود قانون الضمان الاجتماعي الذي تنوي السلطة من خلاله نهب أموال الناس لوضعها في جيوب زمرتها الفاسدة.