التاريخ الهجري           02من ربيع الاول 1435

التاريخ الميلادي           2014/01/03م

رقم الإصدار:   1435هـ / 010

بيان صحفي

حقوق المرأة التي ينص عليها مشروع الدستور الجديد في مصر المنبثق من النظام الذي يعتدي ويروع بناته، عديمة القيمة كالغبار!

(مترجم)

في 28 كانون الأول/ديسمبر 2013، أفادت "وكالة أسوشيتد برس" وغيرها من وسائل الإعلام أن طالبات من جامعة الأزهر، تعرضن للاعتداء من قبل قوات الأمن المصرية لاحتجاجهن على الحكم القمعي للنظام العسكري الوحشي في مصر. وقد داهمت شرطة مكافحة الشغب المؤسسة الإسلامية المرموقة يوم السبت لتفريق الاحتجاجات وأطلقت الغاز المسيل للدموع على الحشد، وتحول مركز التعليم الإسلامي إلى ساحة قتال. وأفادت التقارير أنه في إحدى الحوادث، قام رجال أمن يرتدون ملابس مدنية ويحملون العصي بالإمساك بحجاب امرأة، ثم ركلوها بعيدا بعنف. وتظهر لقطات وصور أخرى أيضا طالبات تعرضن للضرب الوحشي والترهيب من قبل قوات الأمن، حيث تم تطويق إحدى الطالبات وسحلها من قبل رجال الشرطة. في حين أن فيديو من مظاهرة سابقة في الأزهر يظهر رجلا ممسكا بلوحة خشبية عليها مسامير وهو يهاجم المتظاهرات. وذكرت وزارة الداخلية أن 15 فتاة قد اعتقلن خلال هذه الحملة الأخيرة. يحدث كل هذا في الوقت الذي يمهد فيه النظام الطريق لإجراء الاستفتاء في يناير/ كانون الثاني على مشروع الدستور المصري الجديد الذي يشير إلى ضمان مختلف الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية للمرأة، بما في ذلك، وبكل سخرية، حماية المرأة من "أي شكل من أشكال العنف". من الواضح إذنْ أن هذا لا يشمل العنف الذي تقوم به الدولة! فأي أمل بعد ذلك يمكن أن يكون لنساء مصر في مستقبل آمن وكريم في ظل الدستور العلماني والنظام الذي يحكم من قبل الديكتاتورية التي تتجاهل تماما كرامة بناتها وتطلق العنان لقواتها، لإرهابهن والاعتداء عليهن، وإلقاء القبض عليهن بطريقة وحشية لمجرد رفع أصواتهن ضد الظلم؟

أخواتنا الباسلات في مصر! إن موقفكن الشجاع ضد هذه الديكتاتورية التي لا ترحم هو موقف عظيم حقا. ونحن أخواتكن في حزب التحرير إذ نثمن غاليا موقفكن هذا فإننا ندعوكن، إلى جانب مطالبتكن برحيل هذا النظام الديكتاتوري، أن تجعلن نضالكن من أجل إقامة دولة الخلافة. فهي الدولة الوحيدة التي ستحمي كرامتكن وتمكنكن من محاسبة حكامكن، وكذلك تقدم الحلول الصحيحة لجميع المشاكل الاقتصادية والاجتماعية من خلال أحكام الإسلام. فلا تقبلن لتضحياتكن الجسيمة بأن تضيع هدرا من خلال السماح للنظام الديمقراطي غير الإسلامي وغير الشرعي بتلويث أرضكن، الذي سيحكم بالقوانين الوضعية الفاسدة بدلا من قوانين الله سبحانه وتعالى، والذي لن يؤدي إلى شيء سوى الكوارث والإذلال. لقد شاهدتن بأم أعينكن كيف يمكن التلاعب بهذا النظام المتقلب الفاقد المصداقية، ويتم تجاهله والإطاحة به من قبل أصحابه وأنصاره. وكيف أنه قد فشل تماما في تأمين الكرامة والاحتياجات الأساسية، والعدالة للملايين الذين يكتوون بناره في الشرق والغرب؛ لذلك فإننا نرفض المزيد من جولات هذه التجربة الديمقراطية التي لا تبشر إلا بمزيد من سفك الدماء والاضطراب والفقر والخوف، فقط لينتهي المطاف عند الحكم القمعي ذاته!

يا أبناء الجيش المصري المخلصين! كيف يمكنكم مشاهدة الاعتداء على أخواتكن دون أن تتحركوا لإنقاذهن، ألم يجعل الله سبحانه وتعالى حمايتهن والذود عن أعراضهن أمانة في أعناقكم سيحاسبكم عليها يوم القيامة؟ وعلاوة على ذلك، كيف تطيعون قيادة جبانة لا ترحم ولا تتوانى عن إرهاب، وإهانة، المسلمات العفيفات الشريفات، في الوقت الذي ترفض فيه توجيه طلقة واحدة تجاه دولة يهود القاتلة، لحماية إخوانكم وأخواتكم في فلسطين، وبدلا من ذلك تتواطأ مع الصهاينة في ظلمهم؟ إن واجبكم أن تقوموا بدوركم الحقيقي المشرف بصفتكم حماة ومحررين لأمتكم وتستعيدوا عزتكم وكرامتكم، ومكانتكم العالية في الدنيا، والأجر العظيم في الآخرة؛ وذلك بإعطائكم النصرة لحزب التحرير لإقامة دولة الخلافة، التي من شأنها أن تقودكم للجهاد في سبيل الله، وليس في سبيل مصالح قادتكم الحاليين الجبناء وأسيادهم من الغرب الكافر، ولتكن مهمتكم جلب الانتصارات العظيمة للإسلام والمسلمين، فتكونوا حقا أبطالا وخداما لأمتكم، وليس لأولئك الذين يحتقرونهم ويذلونهم.

الدكتورة نسرين نواز

عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

للمزيد من التفاصيل