نقلت بي بي سي تقريرا (3/10/2013) حول مهنة تأجير الأرحام في الهند، واعتبرت أن تلك المهنة تساعد النساء على تحسين أحوالهن المعيشية، وقدرت عمليات تأجير الأرحام تجاريا في الهند بأكثر من مليار دولار سنويا. وأفاد التقرير أن المرأة تعيش خلال فترة الحمل في مساكن خاصة يطلق عليها النقاد "مصانع إنتاج الأطفال". وتحتوي كل حجرة على نحو عشرة من الأمهات البديلات، وتحصل الأمهات على وجباتهن وحصتهن من الفيتامينات مع الراحة التامة. وذكر التقرير أن الأم البديلة لا حق لها في الطفل ولا واجبات تجاهه، بينما يختلف القانون في العالم الغربي إذ تعتبر الأم (المستأجرة) التي تلد الطفل أما له ويكتب اسمها في شهادة الميلاد. وتحدث التقرير أن عدم وجود اسم الأم البديلة في شهادة الميلاد يجعل من الصعب على الأطفال معرفة بيانات الأمهات البديلات اللائي أنجبنهم حال رغبتهم يوما ما في معرفة ماضيهم.

هنا نموذج آخر من وقاحة الرأسمالية الوحشية البشعة والمناقضة لأسس الحياة الطبيعية، عدا عن اصطدامها مع كل الشرائع السماوية التي يدعي أهل الغرب أنهم ينتمون إليها، تلك الفلسفة المادية الوضعية التي جعلت الإنسان كأي موجود مادي له ثمن بالدولار. وابتدعت "مهنة تأجير الأرحام" التي تستفز مشاعر البشرية جميعها.

وهنا حالة تمرد بشري على إنسانية المرأة عندما تتحول إلى مصنع إنتاج أطفال، فيتعامى الغرب عن مشاعرها وعن مشاعر أبنائها وزوجها، الذين تهجرهم جميعا فترة الحمل حتى تنجب طفلا منفصلا عن بيئته الاجتماعية.

أهذا هو النموذج الحضاري الذي تروج له مؤسسات حقوق المرأة إذ تستلهم تعاليمها من شيطان النظرة الغربية؟ أهذه هي مكانة المرأة التي تريد الحضارة الغربية أن تقعدها فيها: سلعة ورحما وظيفيا يستأجر كأي أداة إنتاج رأسمالية؟

يا لوقاحة كل مؤسسة نسوية تتبنى الفلسفة الغربية في تخريب ثقافة المرأة وتشويه مكانتها الإنسانية!

وهنا يقف الإسلام على النقيض من الرأسمالية المقرفة في حفظ النسب وحفظ كرامة المرأة: فشرّع من الأحكام ما يمنع خلط الأرحام، وأقعد المرأة على عرش الأمومة في أعلى مراتب البشرية، جعلها أمّا يسعى أبناؤها للجنة تحت أقدامها. وجعل الأرحام أساس المودة والتراحم والولاية الإنسانية:

"وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ"

إن هذا لشاهد آخر من شواهد حملة حزب التحرير في فلسطين: "المرأة عرض يجب أن يصان والغرب وأدواتهم يتآمرون عليها". وهنا يبرز تساؤل جديد: أبعد هذه الفضائح الرأسمالية تجرؤ ناشطة نسوية في فلسطين للحديث الممجوج عن حقوق المرأة حسب الفلسفة الغربية الباطلة! وهل تجرؤ وزيرة شؤون المرأة على الترويج من جديد للنظرة الغربية حول المرأة؟

3/10/2013