تناقلت العديد من وسائل الإعلام خبر الندوة السياسية التي عقدها شباب حزب التحرير في مدينة الخليل تحت عنوان: (الانقسام الفلسطيني والمصالحة الفلسطينية "رؤية شرعية")، والتي حضرها حشد كبير من المهتمين بالشأن الفلسطيني، من وجهاء ومخاتير وأساتذة وطلبة جامعات ومدراء، وطلبة الثانوية العامة وأطباء وتجار، وكما حضرها عدد من أبناء الحركات الوطنية والإسلامية، ومن عموم أهل البلد وذلك بالرغم من المحاولات الحثيثة التي بذلتها الأجهزة الأمنية الفلسطينية لمنع عقد الندوة.
 
ومن هذه الوسائل:
 
وهذا نص الخبر:
 
حزب التحرير يعقد ندوة سياسية في قاعة الشهيد في مدينة الخليل
 
عقد حزب التحرير في مدينة الخليل يوم الجمعة 12/2/2010م، ندوة عامة في قاعة الشهيد، تحت عنوان: (الانقسام الفلسطيني والمصالحة الفلسطينية "رؤية شرعية")، والتي حضرها حشد كبير من المهتمين بالشأن الفلسطيني، من وجهاء ومخاتير وأساتذة وطلبة جامعات ومدراء، وطلبة الثانوية العامة وأطباء وتجار، وكما حضرها عدد من أبناء الحركات الوطنية والإسلامية، ومن عموم أهل البلد وذلك بالرغم من المحاولات الحثيثة التي بذلتها الأجهزة الأمنية الفلسطينية لمنع عقد الندوة.
 
وقد تحدث فيها الأستاذ فخري المحتسب، فبدأ بالحديث عن إسلامية أرض فلسطين مبينا ارتباطها بالعقيدة الإسلامية، وأهمية فلسطين بسبب وجود المقدسات فيها، ثم موقعها الاستراتيجي كحلقة وصل بين الشام وشمال أفريقيا، وبسبب كونها ستكون جزءا مهما من الخلافة القادمة بعد تحريرها على يد جند الخلافة.
 
وبين الأستاذ المحتسب أن ارتباط المسلمين بفلسطين عامة وبالمسجد الأقصى خاصة ارتباط عقدي وليس ارتباطا انفعاليا عابرا، "فإن حادثة الإسراء والمعراج من المعجزات والمعجزات جزء من العقيدة الإسلامية، ففلسطين أرض وقف إسلامي إلى يوم القيامة، وهي ملك لكل المسلمين، وليس للمسلمين الفلسطينيين فحسب"،
 
وتطرق المحتسب في كلمته عن فلسطين ومكانتها عبر التاريخ ابتداء بتسيير الرسول عليه السلام الجيوش نحوها ببعث أسامة بن زيد وفتحها على يد الفاروق عمر، وكذلك حررها السلطان صلاح الدين، وخاض السلطان بيبرس والمظفر قطز وجيوشهما معارك طاحنة مع المغول والتتر والصليبين وأخرجوهم منها، وبين كيف رفض السلطان عبد الحميد التنازل عنها ليهود رغم العروض السخية من الدنانير الذهبية، وكان رفضه هذا من أسباب خسارته حكمه وسلطانه،
 
ثم تطرق المحتسب إلى بعض المغالطات عن قضية فلسطين كاعتبارها " أنها قضية عربية "، وهناك من يقول "أنها قضية فلسطينية تخص الفلسطينيين وحدهم"، وهناك من يقول " أنها قضية دول المواجهة أو قضية تخص الشرق الأوسط"، ومن المغالطة تصوير قضية فلسطين، أنها قضية شعب مشرد يجب إعادته لأرضه أو تعويضه أو توطينه في أماكن أخرى، أو تصويرها بأنها قضية حقوق الإنسان، ومن المغالطة تسمية الإعلام الغربي لهذه القضية بعد حرب حزيران (67) "بأزمة الشرق الأوسط"، وصار يرددها الإعلام العربي، وكأن القضية هي صراع بين الدول العربية وبما يسمى(إسرائيل) على حدود معينة.
 
وقال المحتسب أنه من المؤسف أن الفصائل والحركات والتنظيمات الفلسطينية قد تنازلت عن ثوابتها وأسسها وقواعدها والتغت عندها كل اللاءات والخطوط الحمراء وضاعت، فالتغى شعار فلسطين من النهر إلى البحر.. والتغى شعار لن نتنازل عن حبة رمل، والتغت مقولة تحرير فلسطين كل فلسطين، وحل محلها شعارات ..نعم للمفاوضات، نقبل بحل الدولتين.. نقبل بدولة في حدود (67)، نعم لحماية كيان يهود وإنهاء "عذاباتهم"، وصار هذا حال معظم الفصائل الفلسطينية، بل قامت هذه الفصائل، بتغيير وتعديل ميثاقها فعلا، ومنها على وشك أن تفعل.
 
ثم تطرق المحتسب وبين خطر الانتماء إلى الجماعات الفلسطينية التي تعمل على أساس المشاريع الوطنية لأنها تجعل من فلسطين قضية أهل فلسطين ومنظمة التحرير بدلاً من إبقائها على أصلها من كونها قضية كل المسلمين.
 
كما بين المحتسب بالأدلة الشرعية حرمة الاقتتال والانقسام بين الفصائل، ووجوب اللحمة على أساس الصمود والمرابطة وعدم الرضوخ لإملاءات اليهود والأمريكان، وبين المحتسب أن ورقة المصالحة المصرية ورقة أمريكية تهدف إلى إيجاد قيادات سياسية تقبل بالاعتراف بدولة يهود مقابل دويلة فلسطينية هزيلة في حدود 67، واعتبر الحلول الجزئية من صنع الغرب لتضييع الجهد والوقت وتضييع الحل الحقيقي والصحيح، وبين المحتسب أنه من المخجل والمذل أن تكون الحلول لقضية فلسطين بيد الغرب،
 
وبين أنّ قضية المسلمين مع يهود هي قضية وجود وليست قضية حدود، وشدد على أنّ ما يسمى بالمشروع الوطني لم يؤد إلا إلى مزيد من الاستيطان، والانقسام الفلسطيني والتنازل عن الثوابت التي كان يدعيها البعض.
 
ودعا أبناء الحركات الوطنية إلى الانفضاض عن حركاتهم التي تحمل هكذا مشاريع، كما دعا أبناء الحركات الإسلامية إلى التحقق من برامج حركاتهم والتي اعتبرها قد انحرفت عن المسار الذي نشأت على أساسه 180 درجة فأصبحت توجه سلاحها تجاه إخوانها من أبناء الحركات الأخرى وتعلن تهدئة مع الأعداء، وكل مطالبها باتت الدخول في إطار منظمة التحرير والسلطة..وبين كيف أن بعض هذه الحركات عرض على منظمة التحرير مفاوضة يهود والإعتراف بكيانهم.
 
وتطرق المحتسب إلى التنازلات المذلة في تصريحات فياض رئيس وزراء السلطة في مؤتمر هرتسيليا، التي طالب فيها بإقامة دولة فلسطينية على (22%) من فلسطين، وإلى تصريح رئيس حركة حماس خالد مشعل لقناة روسيا اليوم بموافقة حماس على إقامة دولة في حدود 1967 في إطار تسوية سياسية، وحديثه عن سلام الأقوياء، واعتبار المقاومة ورقة ضغط في المفاوضات.
 
وخلص إلى ضرورة العمل لإعادة الخلافة التي ستجيش الجيوش لتحرير كل فلسطين وأن أي بحث غير بحث التحرير الكامل في قضية فلسطين يكون تفريطاً.