تعليق صحفي

وعود أمريكا وعود الشياطين، سرابٌ يحسبه الظمآن ماءً!

قال الناطق باسم رئاسة السلطة نبيل أبو ردينة إن «الاعتراف الأميركي بالقدس كعاصمة لإسرائيل، أو نقل السفارة إليها، ينطوي على نفس الدرجة من الخطورة على مستقبل عملية السلام، ويدفع المنطقة إلى مربع عدم الاستقرار». جاءت أقواله رداً على ما تناولته وسائل إعلام، من أنّ واشنطن ستعترف بالقدس، عاصمة "لإسرائيل".

وللتعليق على ذلك نذكر الأمور التالية:

            إن الإدارة الأمريكية لم تطرح بعد رسميا مبادرتها الجديدة التي سميت إعلامياً بصفقة القرن، لذا تبقى هذه التسريبات الإعلامية، سواء صدقت ونفذت أم لا، هي أشبه بالتلويح "بالعظمة للكلب" لتسيل لعاب كيان يهود وتغريهم ليقبلوا الطرح الأمريكي ولتضغط على السلطة للخنوع أكثر، وليحقق الرئيس الأمريكي بعضاً من الشعبية المتدهورة جراء فضائح اتصالاته بالروس في حملته الانتخابية.

             إن هذه التسريبات الإعلامية المقصودة تمثل كذلك صفعة جديدة للسلطة والحكام المرتمين في أحضان أمريكا والذين لا زالوا يركضون خلفها منذ عقود ويظنون أنها ستحل لهم قضية فلسطين بما يضمن بقاءهم وكراسي حكمهم المهلهلة ولكنّ ظنّهم هذا سيرديهم وستكون عاقبة أمرهم خسرا.

             إن من التضليل تسليط الضوء على القدس وحدها دون بقية فلسطين، وكأن صيرورة جزء الجزء من شرقيها عاصمة لكيان فلسطيني هزيل سيمثل نصراً مؤزرا، فالقدس بشرقيها وغربيها، وفلسطين بكل شبر منها ستبقى أرضاً مباركة يجب تحريرها كاملة وتطهيرها من رجس يهود.

             إن فشل حل الدولتين، ومن قبله حل الدولة الواحدة، ومن بعده صفقة القرن، يحتم على الأمة السير في الحل الوحيد لقضية فلسطين بتسيير جيوش المسلمين لتحريرها واجتثاث كيان يهود كما تُجتث الاصطفلينةمن الأرض فلا يبقى له أثراً من بعد عين، وإن كل الوقائع كشفت قدرة الأمة وجيوشها على تحقيق ذلك وكشفت ضعف هذا الكيان وهشاشته، وأن تآمر الحكام والأنظمة هو الذي أبقى هذا الكيان المسخ خنجراً في خاصرة الأمة.

             مهما طال الزمان أو قصر فإن فلسطين ستحرر على أيدي عبادٍ لله، وسيدخلون المسجد الأقصى كما دخله المسلمون أول مرة، وإن الشقي من سار بعكس الوعد الرباني والسعيد من تمسك بحبل الله وسعى لإقامة الخلافة التي تحقق وعد الله وبشرى رسوله، ولتعلمن نبأه بعد حين.

2-12-2017