تعليق صحفي
التطبيع وحماية أمن يهود هو هدف "السلام" الأسمى!
تعليقاً على المسيرة التطبيعية النسوية المزمع عقدها في أريحا الأحد القادم تحت عنوان "نساء يصنعن السلام"، وعقب موجة الاحتجاجات على هذا الفعل المستنكر، أصدر مكتب لجنة التواصل مع المجتمع "الإسرائيلي" بياناً أكد فيه أن هذه الفعالية وجميع نشاطات اللجنة تتم بمباركة رئيس السلطة محمود عباس واطلاع اللجنة المركزية والمجلس الثوري، وأن اللجنة "تقود عملا أقل ما يمكن أن يقال فيه أنه اشتباك سياسي وفكري واجتماعي بامتياز فيه نطرح الرواية الفلسطينية والسردية التاريخية التي لا يمكن أن نتنازل أو نتخلى عنها ونقارع الحجة بالحجة ونسبر أغوار الكثير من الشرائح الإسرائيلية".
وللتعليق على ذلك نذكر الأمور التالية:
1. إن هذا النشاط التطبيعي ولجنة التواصل مع المحتلين المسربلة بثياب الخزي والعار، هي مثال عملي على هدف السلام المزعوم الذي تلهث خلفه السلطة ومنظمة التحرير بل وتستجديه من أسيادها الأمريكان والأوروبيين، فهو سلام عماده التطبيع وتسويق المحتلين كما لو كانوا شعباً أصيلا في المنطقة له جذوره وحقوقه، بل إن طرح السلام يُقدم لليهود من قبل السلطة وزمرة الحكام بمبررات حفظ أمنهم وإنهاء الحروب والدعوات التي لا تعترف بشرعية كيانهم المحتل!
2. إن السلطة ورجالاتها لم تخجل من الله ورسوله بتنسيقها الأمني مع المحتلين وتنازلها عن ثلثي الأرض المباركة لهم وسعيها لإفساد أهل فلسطين، فليس غريباً أن تصبح الخيانة لديها وجهة نظر تحاجج الناس بها وتدافع عن عوراتها المفضوحة وتخرج ببيانات تُسمي التطبيع تواصلا مع شرائح المجتمع "الإسرائيلي"! وتزعم أن هذه النشاطات "تلقي أكثر من حجر في بركة الرأي العام الاسرائيلي الذي يتعرض يوميا الى حملة تضليل واسعة وتحريض أرعن من جانب حكومة نتنياهو"!! فأي سفاهة هذه وأي استخفاف بالعقول؟!! وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول "إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت".
3. ثم ما هي "الرواية الفلسطينية والسردية التاريخية" التي لا يمكن أن تتنازل السلطة عنها؟! هل هي أن فلسطين ببحرها ونهرها أرض إسلامية؟! أم أن صفد وعكا وعسقلان أراضٍ "إسرائيلية"؟! إن الرواية التي لا يطيق سماعها محمد المدني ولجنته الفضيحة ورئيسه وسلطته أن فلسطين أرض إسلامية خالصة لا مكان فيها لكيان يهود على شبر واحد منها، وأن جهوده وجهود سلطته المشبوهة هباء منثور وأن المسلمين قريباً بإذن الله ستتحرك جيوشهم لتقتلع هذا الكيان المحتل من مسرى رسول الله وتقتلع معه كل الخائنين المتآمرين.
(فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ)
6/10/2017