تعليق صحفي

مهرجان الرقص في رام الله والرقص على جراح الأسرى!

نشر موقع زمن برس (السبت 22/4/2017) خبرا بعنوان "عرضان راقصان في ثالث أيام مهرجان رام الله للرقص المعاصر" وجاء فيه أن العرض الأول كان رقصا منفردا استمر لمدة 16 دقيقة، ويتمحور حول البحث في العلاقة بين الرجل والمرأة، وكيف تمنعهما العوائق والثقافة السائدة من الدخول في علاقات سوية.

"إذا لم تستح فاصنع ما شئت"، هكذا يصف الحديث الشريف حالة النذالة والوضاعة في تنظيم مهرجان للرقص على جراح أهل فلسطين، وخصوصا والأسرى يتلوون في سجون الاحتلال وخلف قضبانه بأمعاء خاوية. ليكشف أن الشعارات التضامنية مع الأسرى التي تصرخ فيها أفواه قادة السلطة، لا علاقة لها لما في قلوبهم من مشاعر، ولا لما في عقولهم من تآمر.

وكان موقع شبكة راية الإعلامية قد أورد الأحد 23/4/2017 أن "فعاليات المهرجان بتوجيه رسالة تضامن للاسرى في اضرابهم"، وهي صورة متجددة من وقاحة #المشروع_الوطني_الاستثماري، كحالة الراقصة التي تبدأ عرضها بالبسملة. ولو كان لديهم ذرة من حياء لمنعوا هذا المهرجان وحاكموا من نظمه متحديا مشاعر الناس والأسرى.

ولم تقتصر الجريمة على حد المهرجان وتحديه لمشاعر الأسرى وذويهم، بل تعدته إلى المضمون الثقافي الهدام الذي تضمنته الرقصات حسب الخبر، من نقد "العوائق والثقافة السائدة" في العلاقة بين الرجل والمرأة، وهل تسود بين المسلمين غير ثقافة الإسلام التي تربوا عليها؟! والتي لا تبيح أية علاقة سوية بين الرجل والمرأة إلا ضمن لباس الزوجية؟

إن هذه الجرأة على ارتكاب الفظائع تبيّن أن قادة السلطة الفلسطينية مستمرون في سياسة كسر المحرمات وتجاوز الخطوط الحمر، في عملية إفساد اجتماعي تتوافق مع الإفساد السياسي، والفساد المالي والإداري الذي عشعش في مؤسسات السلطة وعقليات القائمين عليها.

ومن المؤسف أن تستمر هذه السياسة التدميرية في ظل صمت الفاعلين في الحراك العام وانشغالهم بفتات المناصب والمنافسة على مقاعد انتخابية هنا وهناك.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ

عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)

23/4/2017