تعليق صحفي

التنسيق الأمني مع الاحتلال اليهودي خيانة والتنسيق المخابراتي مع السيسي جريمة

تحدثت صحيفة الشرق الأوسط عن حملة اعتقالات تشنها سلطة حماس بحق مئات السلفيين في قطاع غزة بدعوى حملهم السلاح، واستجابة لطلب النظام المصري الذي طالب بمعلومات عن جهات سلفية بحجة وجود امتداد لها في سيناء، وقد أكدت صحيفة المصريون فحوى الأمر وذكرت أن هذه المطالب قد نقلت في رسالة من قبل النظام المصري لسلطة حماس من خلال حركة الجهاد.

إن التنسيق الأمني مع كيان يهود الذي تقوم به سلطة رام الله خيانة وفضيحة لها، ومن الصواب أيضا القول أن التنسيق المخابراتي والأمني مع النظام المصري ومخابراته جريمة وليست فضيلة تستحق الثناء؟

ان الخطير في هذه الأعمال أنها تضرب مثلا قبيحا لكيفية استخدام هذه الأنظمة للحركات الاسلامية وضرب بعضها ببعض مقابل بعض تسهيلات ستخظى بها سلطة حماس في غزة.

لقد تحدث التاريخ عن الحروب بالوكالة، وأفضل ما تتمناه أنظمة العمالة هو أن تسخر الحركات الاسلامية لأهداف الغرب في محاربة بعضها بعضا.

إن المتابع  لسلطة حماس يكشف عن كيفية تعاملها في حالات الاعتقال التي تشمل التعذيب والسب وإهانة المعتقلين بما لا يختلف كثيرا عما تفعله الأنظمة المجرمة في تعاملها مع خصومها، وكل هذا إرضاء لأجهزة مخابرات كالمخابرات المصرية التي هي أحد أهم أذرع أمريكا في تحقيق مصالحها في المنطقة ومنها قطاع غزة.

أما بخصوص الوضع في سيناء وتلك الحجج حول عمليات الاعتقال في قطاع غزة، فإن المسئول الأول عن تلك الأعمال هو النظام المصري، الذي أهمل أهل سيناء طوال عقود، بل وأفرغ أجزاء من سيناء من أهلها بعدما هدم بيوتهم ومزارعهم وقتل منهم الرجال والنساء والأطفال.

وهل من ضامن أن أسماء المعتقلين وما قد يحوزون من سلاح لن تصل الى كيان يهود من خلال النظام المصري، فيقوم الاحتلال بتصفيتهم واستهدافهم بطائراته وهو ما حصل أكثر من مرة خلال السنوات الماضية عندما اعتقلت أجهزة أمن سلطة حماس بعض مطلقي الصواريخ.

لقد حاول النظام المصري ولا يزال يحاول جر سلطة حماس إلى التعاون الأمني في سيناء من أجل تحويل سلطة حماس إلى مرتزقة تقاتل بالنيايبة عن النظام المصري شبح الارهاب في سيناء، وكذلك تفجير حماس من داخلها عبر إثارة الفتن داخلها فكثير من عناصرها تربوا على القيم الإسلامية التي ترفض محاربة الحركات الإسلامية وإهدار دمائها، فهلا أدركت سلطة حماس الخطر المحدق بها من قبل النظام المصري.

 

لقد أدركت أمريكا وعملائها في الأنظمة أن القضاء على الحركات الاسلامية أمر مستحيل، لكنها تعمل على ترويضها واستدراجها لخدمة أهدافها وأهداف أدواتها من الحكام والأنظمة وجرهم إلى فخاخ لا تخدم الا الغرب.

"وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ"

14/12/2016