تعليق صحفي

التفكير بحلول لمشاكل المرأة خارج نطاق الإسلام

إغراق في الجهل ومزيد من الفساد

دعم نواب حزب الحرية والعدالة الحاكم في تركيا مشروع قانون يبرئ المتهم باغتصاب قاصر في حال تزوجها، وتقول الحكومة ردا على الانتقادات إن العفو سيكون لمرة واحدة، إذا كان الطرفان غير مدركين بأن علاقتهما الجنسية تعتبر "اغتصابا يعاقب عليه القانون". وسيعرض مشروع القانون على البرلمان الثلاثاء.

وتقول منظمات حقوقية تركية إن القانون سوف يشرعن الاغتصاب في وقت تزداد فيه حالات التحرش بالنساء والاعتداء عليهن. وفي حال إقرار القانون الثلاثاء سيشمل العفو حوالي ثلاثة آلاف رجل متهم بالاغتصاب. بي بي سي العربية

من الواضح أنّ نواب حزب الحرية والعدالة صاحب التوجه الإسلامي لا ينطلقون في مشروعهم من منطلق الإسلام، الذي جعل للاغتصاب والزنا والتبرج والتحرش أحكاما مفصلة واضحة من لدن حكيم عليم، وهي ليست بحاجة إلى التفكير بترقيعات وحلول عقلية تزيد الطين بلة، وتوجب غضب الله وعذابه بحق كل من يفكر بتعدي حدود الله، ﴿وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عذَابٌ مُّهِينٌ﴾. وأي تفكير بحلول خارج إطار الاجتهاد الشرعي هو في الحقيقة تفكير بمزيد من الإغراق في الجاهلية والفساد وإن ظن أصحابه أنهم يحسنون صنعا، ﴿الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً﴾.

وفي المقابل فإن المنظمات الحقوقية تعترض على مشروع القانون زاعمة أنها نصيرة للمرأة أو أنها تنصف المرأة هكذا، وهي تتخذ من مفاهيم الحضارة الغربية والحريات منطلقا ومرجعية لها، تلك الحضارة التي لو طُبقت بحذافيرها في بلاد المسلمين لأصبحت المجتمعات أشبه بحظائر الدواب، ينفلت فيها الناس من عقال الأخلاق والقيم الرفيعة ويرتكسون إلى أدنى دركات الانحطاط وانعدام المثل ومظاهر الحياء والفضيلة، فما يريده الغرب للمرأة هو أن تنطلق في الحياة العامة والخاصة متبرجة سافرة تتبدى للرجال الأجانب تهفو بهم دون أن يقدم أحدٌ على التعرض لها إلا إن أرادت ذلك وأحبته، ليرتكبا بعد ذلك الفاحشة عن تراض واختيار، في علاقة يحسبونها هكذا تصبح شرعية!!

وهذا أمر بكل تأكيد لا يستقيم ولا يصح، فالمرأة حتى تعيش حياة مطمئنة تحفظ لها كرامتها وعفتها لا بد لها أن تعيش في ظل أحكام الإسلام الذي أوجب حفظ العورات ومنع الخلوة والاختلاط والتبرج والسفور، وجعل للرجل والمرأة أحكاما ينضبطان بها عند الاجتماع وعند قضاء الحاجات على نحو يُحافظ فيه على الفضيلة والعفة، وتكون فيه المرأة إلى جانب الرجل بصفتها الإنسانية في أجواء بعيدة كل البعد عن نظرة الذكورة والأنوثة، وجاء الإسلام وحصر نظرة الذكورة والأنوثة بالعلاقة الزوجية وملك اليمين.

فما أحوج المرأة والرجل في ظل حياة الفاحشة المفروضة عليهما في بلاد المسلمين اليوم إلى نظام الإسلام الذي يوجد السكينة والطمأنينة ويحفظ لكل منهما كرامته. فاللهم هيئ للأمة خلافة راشدة على منهاج النبوة قريبا.

20/11/2016