تعليق صحفي

تركيا تتعرى مع الأنظمة العربية لتستر عورات الكيان الصهيوني في المحافل الدولية!

نشرت الجزيرة نت خبر اختيار الكيان اليهودي لرئاسة اللجنة التابعة للأمم المتحدة للمرة الأولى في تاريخ المنظمة التي تأسست قبل 71 عاما. وأفادت أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اعتبرت ذلك عارا على المنظمة الدولية وتشجيعا للاحتلال. وذكرت قدس برس أن "هناك أربع دول عربية صوتت لصالح تولي اسرائيل لرئاسة اللجنة". وكانت بعض وسائل الإعلام قد وصفت في 7/6/2016 ترشيح الكيان اليهودي للجنة مكافحة الارهاب في الامم المتحدة بأنه سابقة تاريخية، وذكرت أنه قد تم من قبل دول أوروبية، وشاركت فيه تركيا.

إن هذا الخبر يمثل بالفعل عارا -ليس على المنظمة الدولية فحسب كما وصفت حركة حماس- بل على النظام المتأسلم في تركيا الذي لم تجف دماء رعاياه ممن قتلهم كيان اليهود بدم بارد فوق سفن رفع الحصار عن غزة، ويمثل عارا على الأنظمة العربية التي صوتت لصالح القرار، وعلى العالم أجمع الذي يثبت يوما بعد يوما أنه يغض الطرف عن الإرهاب اليهودي، بل يجعله رقيبا قانونيا على ذلك الإرهاب.

صحيح أن الأمم المتحدة ومنظماتها هي مؤسسات استعمارية هدفها تمكين القوى الغربية وعلى رأسها أمريكا من إحكام هيمنتها على العالم وتمرير مشاريعها، ولكن هذا الاختيار السياسي للكيان اليهودي يجب أن يوقظ كل حركة وفصيل ينتسب للمقاومة من وهم اللهث خلف المبادرات السياسية الغربية، وخلف ما يسمى المشروع الوطني القائم على قرارات الشرعية الدولية (الباطلة).

ويجب على حركة حماس أن تلتفت إلى جرائم النظام التركي المتأسلم، وأن تحذر من محاولاته لجرها ضمن مسيرته التطبيعية مع الكيان اليهودي، ولا يكفي أن تلوم المنظمة الدولية وتصمت عن جريمة النظام التركي الذي يثبت اليوم أنه متآمر على قضية فلسطين.

إن الأنظمة القائمة في العالم الإسلامي قد فرّطت بفلسطين وقضيتها، وهي تتمسح أحيانا بدعم غزة، وبشعارات رفع الحصار، بينما تعمل على حرف مشروع التحرير الحقيقي لفلسطين، وعلى توريط الفصائل الفلسطينية في مسيرة التخاذل والتنازل، والله سبحانه وتعالى قد نهى عن مغازلة تلك الأنظمة ومداهنتها )وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ(.