تعليق صحفي

إحياء منظمة التحرير مشاركة لها في سجلها الخياني، وحقها أن تدفن بعد أن بليت عظامها!

 

أعلنت حركة حماس عن جاهزيتها للمشاركة في حكومة وحدة وطنية مع بقية الفصائل الفلسطينية، ثم أعلن عدد من نواب الحركة لاحقا عن مبادرة لتشكيل تلك الحكومة، وفق ما عرف بمبادرة التوافق الوطني، وضرورة تفعيل الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير، مما ظهر أنه استدراك لقبول الحركة بتلك الحكومة باشتراط تفعيل ما يعرف بالاطار القيادي لمنظمة التحرير واستناد تلك المبادرة إلى وثيقة الأسرى أو ما أطلق عليه وثيقة الوفاق الوطني، والتي نصت على اقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وفق المواثيق والقرارات الدولية.

وللتعليق على ذلك نذكر الأمور التالية:

أولاً: لقد جاءت هذه التصريحات والمبادرة الأخيرة، بعد اللقاءات التي تم

له قبل عدة أسابيع، عندما دعا إلى حكومة وحدة وطنية وإجراء انتخابات، وتذرع في حينها برفض حركة حماس إجراء تلك الانتخابات.

ثانياً: إن طرح حركة حماس لهذه المبادرة ودعوتها لتفعيل الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير هو مساهمة في احياء هذه المنظمة البالية التي عفا عليها الزمن ولفظها الناس جراء ما اقترفته من مشروع خياني فرّط بالأرض والمقدسات، وهو مساهمة في احياء نهجها السياسي المرتهن للمخططات الأمريكية والمشاريع الغربية.

ثالثاً: إن استناد المبادرة على وثيقة الوفاق الوطني يعد تراجعاً في نهج المقاومة وإقراراً بالقرارات الدولية الاستعمارية، حيث تعطي الوثيقة بمطالبتها إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 الحق لكيان يهود بإقامة كيانهم على ما تبقى من فلسطين، وهي الأغلبية العظمى، هذا فضلاً عن إقرار الوثيقة بالمواثيق والقرارات الدولية الجائرة وبمبدأ المفاوضات مع كيان يهود المحتل.

رابعاً: إن من يتبنى نهج المقاومة لا يقبل أن يلعب دور "المنعش" لمنظمة أسست لغرض التفريط بفلسطين، أو دور "المسعف" لسلطة ناصبت الناس العداء ورضيت بالتنسيق مع المحتل واتخذت من المقاومين أعداء.

خامساً: إن هذه الدعوات والمبادرات في مطالبتها بدولة على حدود عام 1967 تعد تنازلاً واضحا ومخالفاً لأحكام الإسلام التي قررت إسلامية أرض فلسطين كاملة، ولا يمكن تبرير هذه المخالفة بأية ذريعة كانت، فلا أزمة مالية ولا حصار خانق يعد مبرراً لهذا التنازل.

إن الواقع، علاوة على النصوص الشرعية، قد أثبت أن لا حل لفلسطين إلا بتحريرها واقتلاع كيان يهود منها، وأن كل الحلول التي طرحت، وكل السبل المعوجة التي انتهجت لم تثمر شيئاً على أرض الواقع بل زادته سوءاً وزادت معاناة أهل فلسطين، لذا فالواجب ترسيخ هذا الحل لدى الأمة لا تضييعه، ودوام مخاطبة جيوش الأمة للتحرك لتحرير فلسطين لأن ذلك واجبها وهي قادرة عليه.

(وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ)