تعليق صحفي

طلبُ الحماية الدولية طعنة نجلاء لأهل فلسطين وتركيب احتلال فوق احتلال!

طالب رئيس السلطة محمود عباس الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون "بسرعة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة".

على خلاف ما تسعى السلطة للترويج له تضليلا وتزييفاً للحقائق، فإن طلب الحماية الدولية هو طعنة نجلاء في ظهر أهل فلسطين وتآمر عليهم، وليس حرصاً على دمائهم ومقدساتهم.

فمتى كان السم عسلاً ومتى كان العدو يدافع عن غريمه؟! وهل يظن عاقل أن حلف الناتو الذي يتخذ من الإسلام عدواً استراتيجياً والمحارب فعلاً للمسلمين في أفغانستان وغيرها، وما يسمى بقوات حفظ السلام صاحبة السجل الدموي والجرائم والمجازر في البوسنة والهرسك وكوسوفا وأفريقيا الوسطى وغيرها، هي الخلاص لأهل فلسطين؟! ومن ثم من ذا الذي يمد كيان يهود بالأسلحة والدعم السياسي ويضع أمنهم على رأس أولوياته، ومن ذا الذي شرّع احتلالهم للأرض المباركة، أليست هي الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا وأوروبا ومنظمة الأمم المتحدة؟! فهل يستجار من الرمضاء بالنار؟! إن هذا لأمر عجاب!

ومن ثم لماذا لا يطالب رئيس السلطة بقوات "حزم" عربية لتحرر فلسطين بدل أن يطالب بقوات حماية دولية تكرس الاحتلال بل وتضيف احتلالا فوق احتلال يهود ليصبح أهل فلسطين يرزحون تحت أكثر من احتلال؟!

إن الجواب معروف لأولي الأبصار، فالسلطة وحكام العرب لا يقلقهم دماء أهل فلسطين ولا مقدساتهم وهم كاذبون بإدّعائهم غير ذلك، فمحور حركتهم مخططات المستعمرين ومصالحهم وكراسي حكمهم الهزيلة.

لقد أدركت الأمة بأنها وحدها في مواجهة أعدائها وأن حكامها وأنظمتهم العميلة هي في صف أعدائها، لذا فلا خيار أمام الأمة سوى بالمضي قدماً في ثورتها حتى تحقق غايتها بإسقاط الأنظمة وإقامة الخلافة الراشدة على أنقاضها ليسير المسلمون في جيوش الفتح المبين لتحرير الأقصى وكامل فلسطين فيرتفع صوت الآذان في مسرى رسول الله من جديد ويعود الأقصى لعزه فيعود للمسلمين شرفهم ومكانتهم. وإن ذلك كائن قريباً بإذن الله (إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا * وَنَرَاهُ قَرِيبًا).