تعليق صحفي : الاضحية حقنت دم النبي إسماعيل عليه السلام والخليفة يحقن دماء المسلمين

استشهد الشاب أحمد عزات خطاطبة مساء يوم الخميس (أول أيام العيد)، من بلدة بيت فوريك شرق نابلس متأثرا بجروحه التي أصيب بها برصاص قوات الاحتلال اليهودي على حاجز بيت فوريك شرق نابلس، وسبقه استشهاد الشاب ضياء عبد الحليم التلاحمة من دورا والشابة هديل الهشلمون من الخليل، فيما يواصل الحجاج شعائر الحج بالرغم من الدماء الزكية التي سالت في الحرم المكي ومنى، ويواصل المسلمون احتفالهم بالعيد وذبح الأضحيات تقربا إلى الله سبحانه وتعالى.

لقد حقن الله سبحانه وتعالى دم النبي إسماعيل عليه السلام بالأضحية، فالأضحيات التي تهرق دماؤها في أيام العيد فيها إحياء لسنة إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام حين أمره الله عز وجل بذبح الفداء عن ولده إسماعيل عليه الصلاة والسلام في يوم النحر، وأن يتذكر المؤمن أن صبر إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام وإيثارهما طاعة الله ومحبته على محبة النفس والولد كانا سبب الفداء ورفع البلاء، فإذا تذكر المؤمن ذلك اقتدى بهما في الصبر على طاعة الله وتقديم محبته عز وجل على هوى النفس وشهوتها.

﴿وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ * رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ * فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ * فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ﴾.

وفي هذه الأيام تراق دماء المسلمين في فلسطين على يد يهود، وفي الحجاز نتيجة تقصير الحكام في رعاية الحجاج، وفي العراق وأفغانستان وسوريا وباكستان واليمن وغيرها على يد أمريكا والغرب أو على يد الحكام العملاء، فمن يحقن دماء المسلمين؟.

والجواب في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ...» فالإمام وقاية وحماية للمسلمين، لذلك حري بالمسلمين في هذه الأيام العظيمة أن يعتبروا من الحج والعيد والأضحية ويعملوا على توحيد المسلمين وإقامة الدين ومبايعة أمير المؤمنين الذي يرعى حجيجهم ويحقن دماءهم ويحرر بلادهم ومقدساتهم وينتقم ممن آذاهم ويلم شملهم ويعدل فيهم ويحقق لهم الأمن والأمان ويطعم فقيرهم، ويغنيهم عمن سواهم من أعداء الإسلام، ويجعل خلافتهم راشدة على منهاج النبوة كما بشر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فيرتحل إليها أبناء الأقطار يشربون من معينها الذي لا ينضب ويستظلون بلواء العدل لوائها.

** ملاحظة فقهية: هناك من يقول بأن الأضحية حقنت دم سيدنا إسحاق عليه السلام وهو قول مرجوح وأنا أخذت بالراجح، والله أعلم.