تعليق صحفي
سلطة تحت الاحتلال اليهودي تشارك في قوة عربية مشتركة
تخدم الاحتلال الأمريكي والغربي للعالم الإسلامي
بيت لحم- خاص معا: عقد الأحد بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية اجتماعًا تنسيقيًا مشتركًا بين عدد من مسئولي الأمانة العامة للجامعة ومسئولين مصريين معنيين باستكمال التحضيرات لعقد الاجتماع المشترك لوزراء الخارجية والدفاع العرب، المقرر انعقاده الخميس المقبل برئاسة مصر الرئيس الحالي للقمة العربية، وذلك لإقرار البروتوكول الخاص بتشكيل القوة العربية المشتركة تنفيذًا لقرار القمة العربية التي عقدت في مدينة شرم الشيخ آذار/ مارس الماضي.
وحول طبيعة مشاركة فلسطين فيها، رأى السفير صبيح "سفير السلطة الفلسطينية لدى الجامعة العربية" أنه لم تحدد طبيعة المشاركة الفلسطينية في تلك القوة، لكنه توقع بأن تكون المشاركة محدودة وأموراً فنية نظرا لوجود عقبات كثيرة.
وأضاف: "أنا أرى أن مشاركة فلسطين ستكون رمزية فقط وفي قضايا فنية".
أرض فلسطين محتلة من احتلال يهودي إرهابي مجرم، وجرائمه طالت غزة هاشم وأراضي الضفة الغربية الخاضعة اسمياً للسلطة، وكذلك القدس وبخاصة المسجد الأقصى الأسير التي تُقوض أساساته من قبل الاحتلال مقدمة لهدمه، والسلطة تعترف أنها سلطة تحت الاحتلال وقياداتها لا تتحرك إلا بتصريح من الاحتلال، وأجهزتها الأمنية؛ سلاحها وذخيرتها من الاحتلال وتنسق أمنيا معه لحمايته، سلطة هذا حالها تريد المشاركة المحدودة في قوة عربية مشتركة لمحاربة من يا ترى!؟ قطعا ليس لمحاربة الاحتلال اليهودي وإنما لمحاربة المسلمين وفق المصلحة الأمريكية والغربية.
لقد ترك الحكام العرب فلسطين لقمة سائغة للاحتلال اليهودي ولم يحركوا جيوشهم لتحرير فلسطين أو لنصرة أهلها والمسجد الأقصى طوال عقود طويلة، وإنما حركوا جيوشهم وطائراتهم لمساعدة أمريكا في حربها على العراق في العام 1991، وفتحوا موانئهم ومطاراتهم لأمريكا لمساعدتها في احتلال العراق في حرب الخليج الثانية، وحكام إيران والباكستان ساعدوا بشكل مباشر أمريكا في احتلال أفغانستان والعراق ولا زالوا.
وحرك الحكام جيوشهم لمصلحة الهيمنة الأمريكية في اليمن، بعد أن تمدد الحوثيون الذين تحركهم إيران لمصلحة أمريكا في الأراضي اليمنية الشاسعة وهم غير قادرين على إحكام السيطرة، فعملت أمريكا على تلميعهم وتخريب اليمن من أجل إدخالهم في العملية السياسية بقرارات أممية وعربية بعد أن أصبحوا مكروهين في اليمن ومكشوفين للقوى العسكرية الأخرى التي تكيل لهم الضربات هنا وهناك، وتحركت طائرات النظام المصري والإماراتي لضرب القوى المناوئة للعميل الأمريكي حفتر في ليبيا بعد أن هزم شر هزيمة في بنغازي وما حولها.
إن المدقق في أعمال الحكام يدرك أن القوة العربية المشتركة التي يراد إنشاؤها ستكون يد أمريكا في العالم العربي لضرب المناوئين لها من المسلمين المخلصين، أو القوى التابعة لمنافسيها على المصالح من الأوروبيين، ولكن لا علاقة لها بالاحتلال اليهودي.
يجب أن تدرك الأمة وجيوشها أن تغيير هؤلاء الحكام وتنصيب خليفة للمسلمين مكانهم، فوق كونه فرضا، فهو إنقاذ لهم ولأمتهم من الهلاك والقتل لمصلحة أمريكا وغيرها من القوى الغربية، وفي تغيير الحكام ومبايعة خليفة للمسلمين وتطبيق الإسلام عز الدنيا والآخرة، وتحرير لفلسطين وكافة البلاد الإسلامية المحتلة وقطع لدابر الكافرين الذين يحرقون العالم الإسلامي وينهبون خيراته، نرجو الله أن يكون ذلك قريبا.