تعليق صحفي

رغم سخافة مطالباتها فهي كاذبة،

سلطة "التنسيق الأمني" تطالب الناس بحماية أنفسهم! وتتعهد لليهود بنبذ "الإرهاب"!

أصدر محافظ بيت لحم اللواء جبرين البكري تعميما إداريا على المجالس البلدية والقروية في محافظة بيت لحم بالعمل على تشكيل لجان حراسة شعبية في كافة مناطق المحافظة، للتصدي لأية محاولة من المستوطنين للاعتداء على المواطنين وممتلكاتهم.

مشهد يتكرر وتصريحات مجترّة اعتادت السلطة ورجالاتها على إصدارها لملء الفراغ ولمحاولة صرف أنظار الناس عن مدى تقصيرهم في حماية أهل فلسطين بل تآمرهم عليهم.

فالسلطة، التي تعدّ في صفوف أجهزتها الأمنية عشرات الآلاف، لا ترى من مسؤولياتها حماية أهل فلسطين والتصدي للمستوطنين!، فهي تتحدث عن ذلك كطرف ثالث وكأنها خالية المسؤولية، بل إنها ترى هذه المهمة موكلة للعزل والمدنيين الذين جرّدتهم السلطة من كل سلاح خفيف يدافعون به عن أنفسهم!

والحال كذلك فالسؤال هو، لم هذه الآلاف المؤلفة من الأجهزة الأمنية المدججة بالسلاح والتي ترهق ميزانية السلطة فتفرغ جيوب الناس بالضرائب لتغطية نفقاتها؟! ولمَ هذه الذخيرة ولمن أعدت؟!

الجواب -بكل بساطة- معروف لدى أهل فلسطين، فأجهزة السلطة الأمنية من مخابرات وأمن وقائي واستخبارات وأمن وطني وغيرها أعدت لخدمة المحتل والسهر على أمنه، ونُصّبت وسُلّحت من قبل المحتلين لتكون سيفاً مصلتاً على رقاب الناس وعلى كل من يفكر بمقاومة يهود.

وبالرغم من سخافة هذه المطالبات التي يطلقها رجالات السلطة إلا أنهم مع ذلك كاذبون في ادعاءاتهم، يكذبهم تصريحات كبيرهم عباس أمس، حيث تعهد لوفد حزب ميرتس الذي زاره في مقره في رام الله بنبذ (الإرهاب) فقال "خذوها مني كلمة نحن لن نتبنى الإرهاب ولن نتبنى العنف وستبقى سياستنا وأيدينا ممدودة للسلام".

والسؤال المتجدد لهؤلاء السلطويين الذين يزعمون الدعوة للتصدي للمستوطنين، ماذا سيكون مصير من يقتل مستوطناً معتدياً لدى سلطتكم؟ وهل ترون ذلك عنفاً وإرهاباً كما يسميه كبيركم؟! أم أن هذه اللجان مجرد عمل دعائي وضحك على الذقون وتغييب للوعي وهروب من المسؤولية التي فرّطتم بها؟!

أم تريدون من الناس أن يتصدوا لهؤلاء المستوطنين بصدورهم العارية ليقتل هؤلاء المجرمون من الناس من يقتلون فتخرجوا لتذرفوا دموع التماسيح وتركبوا الموجة فتسخروا الحوادث لتنفيذ أجندات استعمارية على رأسها طلب الحماية الدولية؟!

إن فلسطين أرض مباركة تضم في جنباتها مسرى محمد صلى الله عليه وسلم، ومثل هذه الأرض المباركة لن ينال شرف الدفاع عنها وعن أهلها المرابطين قوم باعوا دينهم بثمن بخس ووالوا يهود وأمريكا وعادوا أمتهم، بل يناله من أخلص دينه لله وسعى جدياً لتحرير فلسطين كاملة من رجس يهود، وإن تحقيق ذلك بات قريباً جداً في ظل خلافة راشدة قد أظل زمانها.