تعليق صحفي

الحكومة الفلسطينية قضية الفصائل الفلسطينية!

أكد مجلس وزراء السلطة الفلسطينية أن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية هي من تقرر مستقبل حكومة الوفاق الوطني سواء بالتعديل أم بتشكيل حكومة جديدة (معا).

تأتي تأكيدات وزراء عباس في الرد على الجدل الدائر مع حركة حماس حول تشكيل الحكومة الجديدة، وهو صراع فصائلي يجدد التأكيد على هبوط الخطاب السياسي وتقزيم قضية فلسطين، إلى تنافس على مقاعد حكومة هي أقرب لمجلس إداري لبلدية خدماتية، تُعفي الاحتلال من مسؤولياته، وترعى أمن مستوطنيه، وتقوم على جباية الأموال من جيوب أهل فلسطين بدل دعم صمودهم، وتستجدي الدولارات من المانحين في مقابل التنازلات السياسية، وتحقيق المصالح الخارجية.

إن قضية فلسطين هي قضية أرض محتلة تستوجب حوارات التحرر ووضع برامج سياسية تسهم في حشد الأمة الإسلامية جمعاء على الجهاد وتحريك الجيوش للقضاء على الاحتلال اليهودي، وهي لغة سياسية غائبة تماما عن حوارات وأدبيات الفصائل الفلسطينية التي تمرست الدبلوماسية والتواصل السياسي مع الأنظمة العربية والجهات الدولية، وتم ترويضها على استخدام لغة الحكام الخانعة.

إن الفصائل الفلسطينية منذ حشرت القضية في أنفاق "الحوار الوطني"، قد طغى عليها التشاكس السياسي والتنافس المصلحي، وغيبت بُعد الأمة الإسلامية ومسؤوليتها في التحرير. وهو موقف يوجب تيقظ أهل فلسطين، ومواجهة هذه الحكومات المتعاقبة بعارها وذلها ومصلحيتها.

وهذه دعوة لاستعادة الوعي على قضية فلسطين والخروج من قمقم "المصالحة"، التي هي في حقيقتها مشروع سياسي يدندن حول المبادرات السياسية الدولية وحل الدولتين تحت شعارات وتسميات لا تخرج عن المضمون الباطل الذي يشرعن الاحتلال اليهودي فوق تراب فلسطين.