تعليق صحفي

المشروع الفرنسي نفخ في الرماد وتأكيد على التفريط بالبلاد!

اعتبر رئيس السلطة أن الأفكار التي طرحها وزير الخارجية الفرنسي لإحياء عملية السلام "جيدة". فيما صرحفابيوس أن هدف بلاده هو "البحث عن الأمن لدولة "إسرائيل"، وفي نفس الوقت يجب أن نعطي الفلسطينيين حقهم بإقامة دولتهم المستقلة".

إن مشروعاً هدفه مقايضة تشريع احتلال معظم فلسطين وحماية أمن المحتلين والتطبيع معهم، لقاء دويلة هزيلة هو بلا شك مشروع باطل مهما حاول أصحابه أو مؤيدوه تجميله بعبارات منمقة فارغة المضمون!

إن السلطة الفلسطينية هي وليدة مفاوضات مذلة، والمفاوضات هي بيئتها وهي لا تستطيع العيش خارجها، لذا تراها تتعلق بكل مشروع يعرض عليها، ولا تجدها تبدي اعتراضا أو رفضاً لأي مقترح تفاوضي! إذ إن العودة للمفاوضات مهما كان شكلها أو نتائجها هو هاجسها ومبرر وجودها.

إن مسعى فرنسا لا يخرج عن فضاء أمريكا السياسي ورؤيتها للحل، ومع ذلك لن تسمح أمريكا التي تمسك بخيوط القضية لها أن تحدث شيئاً في ظل انشغالها بقضايا أكثر سخونة وقرب دخولها مرحلة البطة العرجاء.

إن أمريكا قد جمّدت تحركها تجاه قضية فلسطين وجعلت أعمالها إدارة للأزمة فقط دون تحقيق أي شيء يذكر على أرض الواقع، وهو ما يدخل السلطة في أزمة سياسية فوق أزماتها المتراكمة فيجعلها تتعلق بكل قشة ترمى لها ظناً أن ذلك سينجيها، وهي لا تدرك أن مثلها في ذلك (كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ).