تعليق صحفي

نتنياهو وأوباما - تناقض الرؤى السياسية وتوافق المصالح الأمنية

أكّد الرئيس الأمريكي باراك أوباما في أول تعقيب له على تشكيل حكومة كيان يهود بأن حل الدولتين هو الحل الوحيد والممكن، وأعتبر بأن فرص السلام اليوم تبدو ضئيلة مع تأكيده بأن حل الدولتين هو الحل الوحيد الممكن على المدى البعيد، والذي يعتبره حيوي لأمن "اسرائيل" واستمرارها كدولة يهودية ديمقراطية (وكالة معا 15-5-2015).

يقف موقف العلاقات الأمريكية-"الإسرائيلية" عند المشهد ذاته قبل انتخابات كيان يهود، وهو اختلاف في الرؤى السياسية الأساسية: حيث تصرّ أمريكا على فرض حل الدولتين على الحراك السياسي بينما يتابع نتنياهو التهرب من ذلك الحل متمسكا بالنظرة الليكودية التي تؤمن بالتوسع لا الانسحاب، وتعتبر أن كل فلسطين هي أرض يهودية لا يصح التخلي عنها.

ولذلك تستمر أزمة العلاقات السياسية بين الطرفين ويستمر التصعيد الدبلوماسي، أمّا على الصعيد الأمني فإن أمريكا لا تتخلى عن دعمها العسكري وعن مصلحة حفظ أمن اليهود من تهديد، لأنها تعتبر أن أمن كيان يهود من أمن أمريكا، بل إن أوباما في تصريحه هذا يغري يهود بحل الدولتين في سياق المصلحة الأمنية.

ومن المؤسف أن تجد قيادات يهود تصرّ على نظراتها السياسية التي تستلهم فيها تراثها الباطل متحدية من يدعمها، بينما تجد الحكام العرب وقيادات منظمة التحرير الفلسطينية يستمرؤون التنازلات ويصرون تحدي ثقافة الأمة، وهو موقف جدير أن نستحضر فيه قول الإمام علي رضي الله عنه: "وما لي لا أعجب من اجتماع قوم على باطلهم، وتخاذلكم عن حقّكم".

15/5/2015