تعليق صحفي
من ضيع فلسطين وأهلها لن يعيد مخيم اليرموك ومن جوع غزة لن يفك حصار اليرموك
شهدت الأيام الماضية مواقف عدة لافتة تجاه محاولة إقحام أهل فلسطين من المخيمات المختلفة في ما سمي تحرير مخيم اليرموك بعد أن حدث فيه اقتتال وتقدم لتنظيم الدولة ومن ثم إلقاء عدد من البراميل المتفجرة على المخيم من قبل نظام بشار.
فقد طالبت أكثر من شخصية بضرورة القيام بعمل عسكري ضد المخيم بالتعاون مع نظام بشار السفاح المجرم بحجة عدم سقوط اليرموك، والغريب أن معظم تلك الشخصيات محسوبة على السلطة الفلسطينية، التي وقفت أكثر من مرة في صف بشار الأسد، وعلى الرغم من أن منظمة التحرير قد طالبت بعدم استعمال العنف لحل أزمة المخيم بعدما صرح موفد رئيس السلطة لحل أزمة اليرموك أحمد مجدلاني بضرورة التدخل عسكريا وبالتعاون مع نظام الأسد بحجة إخراج تنظيم الدولة من المخيم، إلا أن مسئولا في السلطة وهو توفيق الطيراوي أعلن بعدها عن ضرورة التدخل عسكريا في المخيم، وكذلك كان موقف ما يعرف بالمجلس الوطني في منظمة التحرير.
فكل هذه المواقف التي صدرت عن شخصيات سلطوية وغيرها من حركات تحسب على منظمة التحرير، إنما هي مواقف تصطف مع نظام بشار المجرم وتدفع به لإنقاذ مخيم هو من حاصره وهو من قتل أهله منذ بدأ الثورة وبالتعاون مع أتباع داخل المخيم من شبيحة يتغنون كاذبين بالمقاومة والممانعة.
بل إن هذه المواقف تلتقي مع ما أصدره مجلس الأمن فور وقوع أحداث اليرموك، وهو المجلس الذي لم ينصف مظلوما ولم يغث ملهوفا، فكل هذه المواقف التي تريد إخضاع المخيم لسلطة نظام قاتل حاصر أهل المخيم وقتلهم بالقصف والقنص والتجويع، إنما هي مواقف لخدمة نظام بشار وتمكينه من رقاب أهل الشام وأهل فلسطين.
إن ما يزيد خطورة دعواتهم المشبوهة تلك، ما يمثله مخيم اليرموك من رمزية للاجئين من أهل فلسطين، حيث يعتبر ذلك المخيم عاصمة اللجوء للاجئي أهل فلسطين، فقصفه بالبراميل المتفجرة، واستدعاء قوات من جيش التحرير الفلسطيني من لبنان كما يطرح سيكون وبالا على أهله ومدعاة لتهجيرهم مرة أخرى، فضلا عن دمائهم التي ستسفك نتيجة استحرار القتل، وكل ذلك في إطار أعمال تصفوية لبقايا قضية فلسطين كمشكلة اللاجئين وغيرها.
فأين كانت تلك السلطة وقت ترحيل لاجئي فلسطين في العراق مرات ومرات إلى أن تم ترحيلهم إلى أقاصي الدنيا وخارج حتى نطاق البلاد العربية، بل وأين كان هؤلاء المسئولون السلطويون طوال فترة حصار وقتل أهل فلسطين في مخيم اليرموك وغيره من مخيمات اللجوء في الشام؟.
بل وأين هي معارك جيش التحرير الفلسطيني الذي لم يسمع عن معركة له مع يهود منذ عقود، كي يتم استدعائه لخدمة أجندة نظام القتل والخيانة نظام بشار.
فبطولة رجال السلطة تنحصر في المشاركة مع الأنظمة صفا بصف في إجرامها وفي قهرها للناس، مثلما تفعل السلطة بأهل فلسطين.
أما الفصائل المتقاتلة في مخيم اليرموك وغيره عليهم أن يحافظوا على إخوانهم من أهل فلسطين في المخيم، وعلى تلك الفصائل أن توقن أن سبيل النجاة الوحيد لثورة الشام يكون باتحادها وتفويت الفرصة على النظام وعلى أمريكا من ورائه بعدم اقتتالها وتشتيت جهود الثوار في صراعات لا طائل منها، والتوكل على الله وحده والاعتماد على الأمة لا على الأنظمة، وان الحل يكمن فقط في إسقاط ذلك النظام من جذوره إلى فروعه وبناء دولة الخلافة.
فعلى أهل فلسطين الأخذ على أيدي المتخاذلين، فالذي خذل فلسطين لن يغيث مخيم اليرموك، والذي ساهم في تجويع أهل غزة وحصارهم لن يفك الحصار عن مخيم اليرموك.
11/4/2015