تعليق صحفي

أوباما يجمع 60 دولة في واشنطن ليتدارسوا في شأن الحرب الفكرية القادمة ضد الإسلام

 BBCعربي- حث الرئيسالأمريكي باراك أوباما في المؤتمر المنعقد في العاصمة الأمريكية لبحث سبل التصدي لظاهرة التطرف، زعماء الدول الغربية والإسلامية على التوحد لدحر "الوعود الكاذبة للتطرف" ونبذ الفكرة القائلة إن المجموعات الإرهابية تمثل الإسلام.

وقال الرئيس الأمريكي للمؤتمرين الذين يمثلون 60 بلدا "إنّ الإرهابيين لا يتكلمون بلسان مليار مسلم... نحن لسنا في حرب مع الإسلام." وقال للمشاركين في المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام إنّ الحرب ضد التطرف لا يمكن الانتصار فيها بالقوة المسلحة فقط، بل على الجاليات المسلمة أن تؤدي دورها أيضاً. ودعا الجالية المسلمة في الولايات المتحدة إلى عمل المزيد لمواجهة ما أسماه "التطرف العنيف".

من الواضح أنّ أبعاد هذا المؤتمر الذي تجتمع فيه 60 دولة برعاية أمريكية ولمدة ثلاثة أيام تتعدى الأعمال العسكرية والتي أسماها أوباما بالقوة المسلحة، وهي كذلك أبعاد تتجاوز حكام العرب والمسلمين إلى الجاليات المسلمة والعمل الشعبي.

والأمر في ذلك يعود إلى إدراك أمريكا لحقيقة التحدي الذي يواجه الغرب وحضارته، فمن الواضح أنّهم أدركوا أنّ التحدي الحضاري هو الأبرز والأخطر عليهم، لا سيما وهم يرون ترنح حضارة الغرب وتهاويها يوما بعد يوم بعد أن بان فسادها واكتوى العالم بنارها، وبعد أن تكشفت حقيقتها حتى أمام أتباعها، على أنّها حضارة الظلم والاستبداد والعنجهية والقتل واللاإنسانية، والغرب لا يرى في غير الإسلام مهددا لحضارته وبديلا للعالم في ظل ما يشاهدونه من حراك قوي وعاصف في العالم الإسلامي وفي أوساط الجاليات المسلمة في الغرب نحو التفكير بالإسلام كبديل حضاري.

ولذلك عندما يتحدث أوباما ويقول: "إن الحرب ضد التطرف لا يمكن الانتصار فيها بالقوة المسلحة فقط"، فبلا شك لم يبق سوى الحرب الأيدولوجية الفكرية، وهذه الحرب لا تكون الغلبة فيها للعسكر أو للتحالف الصليبي، وأدواتها تختلف عن أدوات الحرب العسكرية.

وأول شيء يحرص عليه أوباما والغرب هو تضليل الأمة الإسلامية، أمة المليارين، التي أخطأ في وصف عددها متعمدا، قائلا "مليار مسلم"، من خلال إيهامها بأنّ الحرب الأيدولوجية ليست موجهة ضدهم بل ضد فئة متطرفة قليلة منهم، ليتسنى له مهاجمة كل ما لا يروق للغرب في حضارة الإسلام وما يشكل خطرا محدقا بحضارته الغربية مستغلا تلك الفئة القليلة، ومتذرعا بأنّه لا يقصد الإسلام ولا المسلمين!!.

فهي سياسة فرق تسد القديمة المتجددة التي يستعملها الغرب مع المارد الإسلامي الذي يعرفون أنهم لا قبل لهم به متحدا أو مجتمعا.

هو يدرك حجم التحدي الذي يواجهه داخل مجتمعاته من خلال الجاليات المسلمة التي تأرز إلى جحر الإسلام يوما بعد يوم، ويخشى منها الغرب أن تصبح في لحظة ما قنبلة موقوتة داخل بيته، ولذلك يريد أن يركز عليها لتحييدها عن الصراع، هذا إن لم يتمكن من استعمالها في حربه ضد أبناء أمتهم.

وبالطبع في ظل إفلاس الغرب الفكري، فهو لا يقوى على التنظير لأفكاره أو الترويج لها كمخلّصة للعالم مما هو فيه، فلم يبق أمامه إلا الهجوم على حضارة الإسلام من خلال التشويه والتضليل البعيدين كل البعد عن النقاش الحضاري أو المواجهة الفكرية.

فالأمة الإسلامية على موعد مع حرب فكرية تشويهية ربما بأدوات جديدة أو قديمة متجددة ما أمكن الغرب ذلك، والغاية الحيلولة دون استعادة الأمة لعزتها ونهضتها في ظل الخلافة الراشدة على منهاج النبوةالموعودة، ولكن في ظل وجود ثلة من المخلصين العاملين بالليل والنهار من أجل هذا الدين، وفي ظل حفظ الله ونصره لأوليائه، فإنّ أعمال الغرب وخططه ستبوء بالفشل والثبور بإذن الله.

﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾

 

21-2-2015