تعليق صحفي
استصراخ الجيوش من باحات الأقصى لتحريره يقلق السلطة كما أقلق من قبلها يهود وأمريكا


قال الهباش لوكالة "معا" لم يعد هناك احتمال وهناك بدايات لتحرك جدي وحقيقي لانتزاع القدس من أيدي من يحاولون السيطرة الحزبية على الأقصى محذرا من أن أي جهة غير السلطة في الأقصى سيهدم المشروع الوطني، فاسرائيل تعمل على تغذية الواقع لتشتيت المجتمع المقدسي على خلفيات حزبية تافهة".
وجاء في المقابلة: "وتسيطر أحزاب مثل حزب التحرير على المسجد الأقصى جعل القيادة الفلسطينية في وضع لا تحسد عليه في ظل ما تتعرض له القدس من هجمة اسرائيلية شرسة من استيطان وجدار وتهجير وتقسيم وشيك للحرم القدسي."
من الواضح أنّ الحشود والأصوات الهادرة التي خرجت من باحات المسجد الأقصى تنادي جيوش المسلمين وتستصرخهم لإقامة الخلافة وإنقاذه وتحريره من براثن يهود ووجدت لها أصداء واسعة في العالم الإسلامي، قد أقلقت القوى الاستعمارية وعلى رأسها أمريكا التي تسعى للهيمنة على المنطقة والحيلولة دون إقامة الخلافة التي تقضي على نفوذها فساء ذلك أتباعها في المنطقة، كما أقلقت هذه النداءات الصادرة من قلب مسرى رسول الله ساسة يهود إلى حد تسليط الأضواء والتقارير الإعلامية على تلك الأحداث العظيمة، فأدى ذلك إلى قلق ربيبتهم وذراعهم الأمني "السلطة الفلسطينية"، حتى خرج هباشها محذرا من عدم سيطرة السلطة على المسجد الأقصى، والذي لا يعني في قاموس السلطة سوى أن يصبح أمن يهود ومشروع هيكلهم ومصالح أمريكا في المنطقة واجبا مقدسا لدى السلطة كما كان التنسيق الأمني مقدسا لديها!!
فالسلطة الفلسطينية التي فرّطت بفلسطين والأقصى على رؤوس الأشهاد من خلال اتفاقياتها، بل ودعت جماهير الأمة للتطبيع مع كيان يهود وزيارة الأقصى تحت حراب يهود، والتي باتت كلمة التحرير عندها معناها التمرير والتنازل وخيانة الأمة، فالسلطة التي هذا حالها ما عاد ينطلي على أحد كذبها وتضليلها لا سيما إن كان صادرا عن هباشها أو عباسها اللذين ارتبط اسميهما بكل ما هو عار وخزي، إذ كل مواقف السلطة وتصريحاتها باتت تقطر خزيا وعارا ومن على كل المنابر دونما خجل أو حياء من الله ولا من عباده.
فالسلطة كما يهود وأمريكا، يؤرقها ويقلق مضجعها أن تخرج أصوات المقدسيين وأهل فلسطين تصدع مطالبة الجيوش التي من شأنها إن تحركت أو زمجرت أن تقلع كيان يهود وربيبتها السلطة، فمناداة الجيوش والمطالبة باجتثاث كيان يهود هو من أم الكبائر لدى السلطة، والتمسك بالقدس غير مجزأة وفلسطين كاملة هو ما يهدم مشروع السلطة ويحطم آمال يهود في فلسطين.
 ولكننا نؤكد للهباش ولسلطته بأنّ المسجد الأقصى، الذي بزغ منه فجر الدعوة الإسلامية لإقامة الخلافة على منهاج النبوة حينما أختار الشيخ تقي الدين النبهاني رحمه الله أن يكون المسجد الأقصى مكان نشأة حزب التحرير، سيبقى درة التاج، وسيبقى حملة الدعوة يصدعون من على مصاطبه وفي ساحاته بكلمة الحق، وسيبقى الأقصى مشعل نور وهداية للمسلمين جميعا، وكما اقترنت فاجعة احتلال فلسطين بهدم الخلافة ستقترن عودة الأقصى وتحرير فلسطين كاملة بعودة الخلافة عمّا قريب بإذن الله.
وإلى ذلك الحين ستبقى الأمة تلفظ كل خوان متآمر، ولن يرضخ الأقصى وأهله وأهل فلسطين لمخططات التفريط ومشاريع التصفية، وستحاسب الأمة كل من فرّط بالأقصى وعكا وصفد وعسقلان حساباً عسيراً ولعذاب الآخرة أخزى.
19/10/2014