تعليق صحفي

عالم رأسمالي وحشي بلا قيم، يقتل النساء تارة ويتاجر بهن وبأعراضهن تارة أخرى، ويقود الإنسانية للشقاء والبهائمية!

(أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا * أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا)

 

لندن ـ لجأ مافيا الاتجار في البشر من أجل اثبات ملكيتهم لضحاياهم إلى وسمهم بوشم رقمي مجهول يشبه الباركود، حتى يتم بيعهم بآلاف الجنيهات الإسترلينية، بحسب تقرير صادر عن وكالة الجريمة الوطنية البريطانية، والذي أكد أن وسم التجار لضحاياهم كـ"الأبقار"...بطريقة تشير إلى تعامل تجار البشر مع ضحاياهم وكأنهم سلعة تباع وتشترى. وتدل التقارير الواردة من الولايات المتحدة وإسبانيا على أن النساء العاملات في تجارة الجنس يتم وضع وشم عليهن باسم القواد المسئول عنهن!.

 

في الوقت الذي ملأ الرأسماليون المستعمرون العالم ضجيجاً وتباكياً حول حقوق الإنسان وحريته وكرامته، ها هم يسطرون أفظع الجرائم بحق الإنسان فيمتهنون كرامته ويعاملونه كالحيوانات بل أقل من ذلك.

وتعلو أصوات الرأسماليون حول "المرأة" على وجه الخصوص ويسعون إلى تسويق دعاويهم في بلاد المسلمين، لتأتي هذه الحادثة، وأشباهها مما أصبح مستفيضاً، لتدل بشكل لا لبس فيه على حقيقة الواقع الذي يتطلع الرأسماليون المنحلون إلى نقل المرأة المسلمة إليه، وليتضح أن دعاويهم ليست سوى تضليل لأجل فتح "أسواق" الاتجار بالنساء وبيع أعراضهن في صورة تنأى عنها وحوش الغاب.

إن هذه الحادثة، ومثلها الكثير، تؤكد أن قيمة الإنسان لدى الرأسماليين هي بما يساويه من دولارات، وأن الكرامة الإنسانية لديهم تساوي صفراً بل دون ذلك، فالرأسماليون لا يعترفون إلا بالقيمة المادية ولا وزن للقيمة الإنسانية أو الروحية أو الأخلاقية في مبدئهم، فهؤلاء على الحقيقة وحوش آدمية بل وحوش برية بثوب آدمي.

ولا تقل حروب أمريكا وحلفها الشيطاني إجراماً عن جرائم العصابات المنظمة التي تتاجر بالبشر وأعراضهم، فصنفٌ يرتكب المجازر فيقتل النساء والأطفال، وصنفٌ يتاجر بالنساء وأعراضهن تحت غطاء الحرية وهي الإجرام الوحشي بعينه، وكلاهما في الجرم سواء.

إن البشرية منذ أن تحكّمت الرأسمالية بها تعيش أسوأ عصورها وتعاني الضنك والشقاء والاضطرابات السياسية والاقتصادية والنفسية، مما جعل حياتها لا تطاق وبات واجباً محتماً عليها السعي الحثيث للقضاء على الرأسمالية والخلاص من براثنها وقبضتها الاستعمارية.

إنه لا كرامة للبشرية ولا هناءة عيش ولا طمأنينة ولا استقراراً سياسياً واقتصادياً ونفسياً إلا في ظل الإسلام وخلافته التي تحمل مشعل الهدى للناس وتغيث البشرية وتنقذ المسلمين.

(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)

8-10-2014