تعليق صحفي

جيوش المسلمين... المعادلة التي ترعب يهود وأولياءهم ويبذلون الجهود لتغييبها

أنقرة- الأناضول: قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده أعلنت الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام، تضامنا مع أهالي ضحايا وجرحى الهجمات الإسرائيلية التي تستهدف بها المدنيين في قطاع غزة الفلسطيني منذ ما يقرب من أسبوعين. فيما دعا رئيس الشؤون الدينية التركية محمد غورماز، في بيان له نقلته وكالة أناضول التركية، المسلمين وجميع أصحاب الضمير، للدعاء في ليلة القدر لأهالي غزة المظلومين.

وكذلك تلقى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل الثلاثاء اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عبر فيه عن دعم بلاده “للمقاومة الفلسطينية” في مواجهة الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة الذي دخل يومه الخامس عشر.

من الواضح أنّ هناك تواطؤا وتخاذلا مشينا من قبل حكام العرب والمسلمين عن نصرة الأهل في غزة، بحيث يكاد المشاهد لا يلمس فرقا بين مواقفهم ومواقف أعداء الأمة كأمريكا وبريطانيا وأوروبا، فكلهم يتوافقون في البكاء والتعاطف الكاذبين مع المستضعفين والمدنيين في غزة التي يرتكب يهود بحقها أفظع المجازر الوحشية. ومن الناحية العملية هم ساكتون متخاذلون عن أدنى درجات النصرة والإغاثة

ودولة يهود تعي تماما هذه المعادلة، ولذلك أدركت أنّ الضوء الأخضر لارتكاب المجازر بحق غزة ما زال موجودا وشاعلا، لذلك هي تنتقل من تصعيد إلى تصعيد غير آبهة بالمجتمع الدولي أو حكام المنطقة بعد أن أمنت العواقب، وهي ترقب أن يبذل الحكام جهودهم المعتادة لتركيع حماس لتخرج صفر اليدين من المعركة لا كما تطمح حماس.

ووسط هذا المشهد الذي يقطر عارا وخزيا من حكام العرب يبرز أردوغان وإيران ليجسدا المشهد نفسه، رغم ما سعوا لتمثيله على المسلمين بأنّهم حماة فلسطين ومناصروها، فموقف أردوغان ورئيس شئونه الدينية وموقف إيران لا يختلف في الميدان عن موقف حكام مصر المتآمرين على غزة والمناصرين ليهود، وما بينهما من فرق لا يعدو الألفاظ والشعارات.

فما هي حاجة أهل غزة لذلك الحداد الذي أعلنه أردوغان؟! هل سيردع يهود أم سيرعبهم؟!

وهل تركيا صاحبة ثاني أقوى جيش في حلف الناتو عاجزة عن سحق يهود حتى يتبرعوا لأهل غزة بالدعاء وكأنهم نساء عجز لا حول لهم ولا قوة؟!

وماذا استفاد أطفال غزة ونساؤها وشيوخها من ذلك التضامن الإيراني مع المقاومة؟! وهل العبارات والخطابات والشعارات الكاذبة ستنصر غزة وأهلها؟!

إنها قمة التخاذل والخزي، من حكام ادعوا مناصرة أهل فلسطين وهم أبعد الناس عن ذلك. وهو التآمر على تغييب الجيوش عن المعادلة، وكأنّ الساحة ساحة خطابات وتقديم المواساة.

إنّ نجاة أهل فلسطين وخلاصهم من أعداء الله يهود، لا يكون إلا من خلال تحرك الجيوش لتدك حصونهم وتمحو أثرهم من الأرض المباركة فلسطين، وهي المعادلة التي يدركها يهود والحكام والغرب ويتآمرون على تغييبها، وحريٌ بكل مخلص وقائد أن يعمل على إعادة المشهد إلى أصله والصورة إلى طبيعتها، صراع عقدي عسكري لا صراعا دبلوماسيا خطابيا فارغا.

26/7/2014